قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

تحمیل

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

259/360
*

في الآخرة ، فهلاكهم في الدنيا بعض ما وعدهم به.

٥ ـ قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا) [غافر : ٢٢] الآية. قاله هنا بجمع الضمير ، وفي التغابن (١) بإفراده ، موافقة هنا لما قبله في قوله : (كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) إلى آخره ، وأفرده ثمّ لأنه ضمير الشأن ، زيد توصلا إلى دخول" إن" على" كان".

٦ ـ قوله تعالى : (ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ. أَسْبابَ السَّماواتِ) [غافر : ٣٦ ، ٣٧]. أي : أبوابها وطرقها.

فإن قلت : ما فائدة التكرار هنا؟

قلت : فائدته أنه إذا أبهم ثم أوضح كان تفخيما لشأنه ، فلما أراد تفخيم ما أمّل بلوغه من أسباب السموات ، أبهمها ثم أوضحها.

٧ ـ قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ..) [غافر : ٤٩] الآية.

إنما لم يقل : لخزنتها مع أنه أخصر ، لأنّ في ذكر جهنم تهويلا وتفظيعا. أو لأنّ جهنم أبعد النّار ، فغدا خزنتها أعلى الملائكة الموكلين بالنار مرتبة فطلب أهل النار الدعاء منهم لذلك.

٨ ـ قوله تعالى : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [غافر : ٥٧].

أي : أنّ خلق الأصغر أسهل من خلق الأكبر ، ثم قال : (لا يُؤْمِنُونَ) أي بالبعث ، ثم قال : (لا يَشْكُرُونَ) أي الله على فضله ، فختم كل آية بما اقتضاه أولها.

٩ ـ قوله تعالى : (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) [غافر : ٧٨].

ختمها بقوله : (الْمُبْطِلُونَ) وختم السّورة بقوله : (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) لأن الأول متصل بقوله : (قُضِيَ بِالْحَقِ) ونقيض الحقّ الباطل ، والثاني متّصل بإيمان غير نافع ، ونقيض الإيمان الكفر.

" تمت سورة غافر"

__________________

(١) في التغابن (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) (٦).