قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

تحمیل

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

209/360
*

قوله : (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ؟) وقوله : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؟!)

قلت : فائدتها تمييزهما في الاستدلال على وجود الصّانع.

أم الأول : فإن أقرب ما للإنسان نفسه ، وما يشاهده من تغييراته ، وانتقاله من ابتداء ولادته.

وأمّا الثاني : فلما تضمّنه ذكر المشرق والمغرب وما بينهما ، من بديع الحكمة في تصريف الليل والنهار ، وتغيير الفصول بطلوع الشمس من المشرق ، وغروبها في المغرب ، على تقدير مستقيم في فصول السنة.

فإن قلت : لم قال أوّلا : (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) وثانيا : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ؟)

قلت : لاطفهم أولا بقوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) فلما رأى عنادهم خاشنهم بقوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) وعارض به قول فرعون : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ.)

٦ ـ قوله تعالى : (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) [الشعراء : ٢٩].

إن قلت : لم عدل إليه عن" لأسجننّك" مع أنه أخصر منه؟

قلت : لإرادة تعريف العهد ، أي لأجعلنك مّمن عرفت حالهم في سجني ـ وكان إذا سجن إنسانا طرحه في هوّة عميقة مظلمة ، لا يبصر فيها ولا يسمع.

٧ ـ قوله تعالى : (قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٥٠].

قاله هنا بحذف لام التأكيد ، وفي الزخرف بإثباتها ، لأنّ ما هنا كلام السحرة حين آمنوا ، ولا عموم فيه فناسب عدم التأكيد ، وما في الزخرف (١) عامّ لمن ركب سفينة أو دابة فناسبه التأكيد.

٨ ـ قوله تعالى : (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) [الشعراء : ٦١].

إن قلت : قضيته أن كل جمع منهما رأى الآخر ، لأن الترائي تفاعل ، مع أنّ كلا

__________________

(١) في الزخرف (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) (١٤).