ومن بداهة القول أو نافلته التأكيد عى أن رسالة الدين وتاجه الإسلام تقوم على منهج التربية الصالحة لإعداد الجيل المؤمن الذي يسعى لخيري الدنيا والآخرة ، وخير نفسه وغيره من أبناء المجتمع على قدم المساواة ، حتى لا يكون هناك في ساحة الحياة أحقاد ولا أطماع ، ولا صراعات ونزاعات ، ولا انحرافات ومفاسد ، ولا جبن وتخاذل ، ولا فتور وخمول ولا حسد ولا تغابن وغش ، وإنما شأن ديننا وعقيدتنا إعداد النفس المؤمنة الصالحة التي لا تعرف اليأس والقنوط ، وتتميز بالإقبال على الحياة بروح طيبة متفائلة راضية ، متعاونة أمينة متفائلة راضية ، متعاونة أمينة على مصالح الأمة وتطلعاتها ، تفيد وتستفيد ، وتعطي ولا تمنع ، وترحم ولا تقسو ، وتصفو ولا تكدر ، وتتنامى ولا تخبو وتتقدم ولا تتأخر ، وتكون هي الطليعة في كل شيء نافع مفيد للإنسان والإنسانية جمعاء.
وإن أهم ما علمنا الإسلام في مجال التربية هو خلق الأمانة ، حتى يكون المربي أمينا على حاجات الناس ، وتكوينهم وتطلعاتهم ، فلا تعصف به الأهواء والشهوات ، والميول والتيارات ، والنزعات الهدامة ، فيضيع مقدرات الأمة ويسيء لعقول أبنائها ويجعلها في شتات وضياع. وعلي المربي أن يكون دائما مراقبا ربه ، خائفا من عقابه وعذابه ، لا يتردد عن قول الحسن وفعله والترغيب فيه ، والتنفير من القبيح والنهي عنه.
ومن متطلبات الأمانة كثرة الاطلاع على العلوم والمعارف القديمة والحديثة ، والتعرف على ما لدى الآخرين من نظريات بناءة ، ليختار ما هو صالح منها ، وينتقي ما هو مفيد ، ويتجنب ما هو ضار ، وإمامه ومنهجه وهدفه وغايته هو الالتزام بنظام الدين والإسلام والخلق الفاضل وأخص بنود الأخلاق خلق الحياء ، إذ لا فائدة من علم بلا أخلاق ، ولا أخلاق بل حياء.
ومن أهم أصول التربية الاجتماعية وركائزها العتيدة في شرعة الإسلام التحلي بروح الأخوة الإنسانية والإيمانية بالله تعالى ، حتى يحس المربي من أعماق نفسه بشعور قوي نحو غيره ، ألا وهو الانتماء لهذه الرابطة الأخوية الأصيلة والتي يكون العطاء والعمل بموجبها.
إن الأمانة والأخوة صمام الأمان للتربية الناجحة ، ولعل أخلص القائمين بالتربية هم الموجهون الدينيون الذين لا يرجون جزاء ولا شكورا ، فتراهم يتحرقون من أجل إيصال الكلمة الطيبة لغيرهم والتذكير بالعمل الصالح مناط الحياة الفاضلة.
ولا أعدو الحقيقة إن قلت : إن الأخ الفاضل الأستاذ عمر أحمد عمر الذي عرفته