بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة اللجنة
الحمد لله رب
العالمين ، والصلاة والسّلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد صلّى الله عليه وعلى
آله وصحبه أجمعين ، أما بعد.
فهذا هو الجزء
الثاني والأخير ، من كتاب : «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز» لأبى عبد
الله الحسين بن محمد الدامغاني (المتوفى سنة ٤٧٨ ه) ، وقد سبق للجنة إحياء التراث
الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، أن أخرجت الجزء الأول من هذا الكتاب
سنة ١٩٩٢ م.
وبصدور هذا
الجزء الثاني تكتمل أكبر موسوعة علمية ، في تراث «المشترك اللفظى» في القرآن الكريم.
وظاهرة المشترك اللفظي ، من الظواهر اللغوية ، التى تشيع في كثير من ألفاظ العربية
؛ مثل : العين المبصرة ، وعين الماء ، وعين الشمس ، وفلان عين من الأعيان ، وهو
عين علينا ، والعين فى المال أى الحاضر ، وأصابته عين أى حسد ، وغير ذلك.
وقد جاءت على
هذا النمط مجموعة من الألفاظ في القرآن الكريم ؛ فمن ذلك كلمة : «بأس» التى تعنى :
العذاب ، في مثل قوله تعالى : (فَمَنْ يَنْصُرُنا
مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا) يعنى : يمنعنا من عذاب الله عزوجل. كما تعنى : الفقر ، فى مثل قوله تعالى : (مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ) يعنى : الفقر والشدة. كما تعنى : القتال ، في مثل قوله
تعالى : (بَأْسُهُمْ
بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ) يعنى : القتال بين اليهود والمنافقين شديد.
وبصدور هذا
الجزء الثانى كذلك تكتمل أول نشرة علمية لكتاب الدامغاني ؛ فقد نشر الكتاب من قبل
فى بيروت سنة ١٩٧٧ ، بعنوان : «قاموس القرآن ، أو إصلاح الوجوه والنظائر فى القرآن
الكريم». وكانت فى هذه النشرة عيوب كثيرة ، منها إلى جانب تغيير عنوان الكتاب ، أن
الناشر اعتمد على مخطوطة واحدة فقط ، من بين مخطوطات الكتاب الكثيرة ، وغيّر نص
الكتاب عن عمد ، فأكمل الآيات القرآنية ، وجرد الكلمات المذكورة عند الدامغانى تحت
حرف الألف ، من الحروف الزوائد ، ثم فرقها بعد ذلك على الأبواب بحسب أصولها ، وحذف
ما كرره المؤلف مدعيا أن الدامغانى ترك كتابه بلا تنقيح أو تدقيق.
وكل هذه الأمور
، لا يقرها المنهج العلمى في تحقيق النصوص ، فلا يصح للمحقق أن يغير شيئا من
عبارات المؤلف ، أو ترتيبه لكتاب بحال من الأحوال. ومجال التنبيه على اختلاف وجهات