والوجه التّاسع ؛ الأمر يعنى : القضاء ؛ قوله تعالى فى سورة الرعد : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ)(١) : يقضى القضاء وحده (٢) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة يونس : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ)(٣) ؛ وفى سورة الأعراف : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)(٤) : ألا له الخلق والقضاء (٥).
والوجه العاشر ؛ الأمر يعنى : الوحى ، قوله تعالى فى سورة «تنزيل السّجدة» : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ)(٦) يعنى : ينزّل الوحى من السّماء إلى الأرض ؛ وكقوله تعالى فى سورة الطّلاق : (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ)(٧) يعنى : الوحى (٨).
والوجه الحادى عشر ؛ الأمر بعينه (٩) ؛ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ)(١٠) ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(١١) ؛ ونحوه.
والوجه الثانى عشر ؛ الأمر يعنى : الذّنب ؛ قوله تعالى فى سورة الطّلاق : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها)(١٢) يعنى : جزاء ذنبها (١٣) ؛ وكقوله تعالى : (لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ)(١٤) يعنى : جزاء ذنبه.
__________________
(١) الآية ٢.
(٢) كما فى (الوجوه والنظائر عن مقاتل : الورقة ١٢٩) وفى (تنوير المقباس ١٥٥) «ينظر فى أمر العباد ، ويبعث الملائكة بالوحى والتنزيل» وجاء نظيره فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٠٣).
(٣) الآية ٣.
(٤) الآية ٥٤.
(٥) كما فى (تنوير المقباس ١٠٣) و (الوجوه والنظائر عن مقاتل : الورقة ١٣١) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٩٤) و (كليات أبى البقاء ٧١) وفى (المفردات فى غريب القرآن للراغب ٢٤) «ويختص ذلك بالله تعالى دون الخلائق».
(٦) الآية ٥. ويقصد بقوله : «تنزيل السجدة» : سورة السجدة (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ٦٨).
(٧) الآية ١٢.
(٨) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٩٤) و (تنوير المقباس ٣٥٩). وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٠٥) «يجرى أمر الله وحكمه بينهنّ وملكه ينفذ فيهنّ» وروى ـ بنحوه ـ عن مجاهد (تفسير الطبرى ٢٩ : ١٥٤).
(٩) وهو طلب فعل شىء. (اللسان : مادة : أ. م. ر).
(١٠) سورة النحل / ٩٠.
(١١) سورة النساء / ٥٨. ونحو ذلك ، كما فى سورة طه / ١٣٤ وسورة لقمان / ٢١. انظر (معجم ألفاظ القرآن الكريم : مادة : أ. م. ر).
(١٢) الآية ٩.
(١٣) كما فى : (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٩٤) و (كليات أبى البقاء ٧١) و (الوجوه والنظائر عن مقاتل : الورقة ١٣١) و (تنوير المقباس ٤٥٩) وروى ـ بنحوه ـ عن قتادة وابن عباس ومجاهد والسدّى (تفسير الطبرى ٢٨ : ١٥١).
(١٤) سورة المائدة ٩٥. «أى : عاقبة أمره فى الشرّ .. والوبال : الوخامة وسوء العاقبة». (غريب القرآن للسجستانى ٣٢٥) وفى (تنوير المقباس ٨٠) «عقوبة أمره».