(وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) ، سمي صوت الطير منطقا لحصول الفهم منه ، كما يفهم من كلام الناس. روي عن كعب قال : صاح ورشان عند سليمان عليهالسلام ، فقال : أتدرون ما يقول؟ قالوا : لا ، قال : إنها تقول لدّوا للموت وابنوا للخراب ، وصاحت فاختة ، فقال : أتدرون ما تقول؟ قالوا : لا ، قال : إنها تقول ليت ذا (١) الخلق لم يخلقوا ، وصاح طاوس ، فقال : أتدرون ما يقول؟ قالوا : لا ، قال : فإنه يقول كما تدين تدان ، وصاح هدهد ، فقال : أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا : لا ، قال : فإنه يقول من لا يرحم لا يرحم ، وصاح صرد ، فقال : أتدرون ما يقول؟ قالوا : لا ، قال : فإنه يقول استغفروا الله يا مذنبين ، قال : وصاحت طيطوى ، فقال : أتدرون ما تقول؟ قالوا : لا ، قال : فإنها تقول : كل حي ميت وكل حديد بال ، وصاح خطاف ، فقال : أتدرون ما يقول؟ قالوا : لا ، قال : فإنه يقول : قدّموا خيرا تجدوه ، وهدرت حمامة ، فقال : أتدرون ما تقول؟ قالوا : لا ، قال : فإنها تقول : سبحان ربي الأعلى ملء سمائه وأرضه ، وصاح قمري ، فقال : أتدرون ما يقول؟ قالوا : لا ، قال : فإنه يقول : سبحان ربي الأعلى ، قال : والغراب يدعو على العشار ، والحدأة تقول : كل شيء هالك إلّا الله ، والقطاة تقول : من سكت سلم ، والببغاء تقول : ويل لمن الدنيا [أكبر](٢) همه ، والضفدع يقول : سبحان ربي القدوس ، والبازي يقول : سبحان ربي وبحمده ، والضفدعة تقول : سبحان [ربي](٣) المذكور بكل لسان ، وعن مكحول قال : صاح دراج عند سليمان ، فقال : هل تدرون ما يقول قالوا : لا قال : فإنه يقول الرحمن على العرش استوى و [روي](٤) عن فرقد السّبخي قال مرّ سليمان على بلبل فوق شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه ، فقال لأصحابه : أتدرون ما يقول هذا البلبل؟ فقالوا الله ونبيه أعلم ، قال يقول : أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء.
وروي أن جماعة من اليهود قالوا لابن عباس : إنا سائلوك عن سبعة أشياء فإن أخبرتنا آمنا وصدقنا ، قال : سلوا تفقها ولا تسألوا تعنتا ، قالوا : أخبرنا ما يقول القنبر في صفيره والديك في صقيعه والضفدع في نقيقه والحمار في نهيقه والفرس في صهيله ، وما ذا يقول الزرزور والدراج ، قال : نعم ، أما القنبر فيقول : اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد ، وأما الديك فيقول : اذكروا الله يا غافلون ، وأما الضفدع فيقول : سبحان [الله](٥) المعبود في لجج البحار ، وأما الحمار فيقول : اللهم العن العشار ، وأما الفرس فيقول : إذا التقى الصفان سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، وأما الزرزور فيقول : اللهم إني أسألك قوت يوم بيوم يا رازق ، وأما الدراج فيقول : الرحمن على العرش استوى ، قال : فأسلم اليهود وحسن إسلامهم (٦).
وروي عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عن الحسين بن (٧) علي قال : إذا صاح النسر قال : يا ابن آدم عش ما شئت [فإن](٨) آخره الموت ، وإذا صاح العقاب قال : في البعد من الناس أنس ، وإذا صاح القنبر قال : إلهي العن مبغضي محمد [وآل محمد](٩) ، وإذا صاح الخطاف قرأ الحمد لله رب
__________________
(١) كذا في المطبوع والمخطوط ـ أ ـ وفي ـ ب ـ «هذا».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) هذه الروايات جميعا من الإسرائيليات.
(٧) في المطبوع «عن».
(٨) زيادة عن المخطوط.
(٩) زيادة عن المخطوط.