لتأتينا بالغدايا والعشايا (١).
وقيل : إن صرف ما لا ينصرف لغة ، وكذا الوجه فى قوله تعالى : (قَوارِيرَا) (١٥).
فيمن نون ، وقيل : التنوين فيه على تشبيه الفواصل بالقوافى ، لأنهم يلحقون التنوين القوافى ، كقول الشاعر :
١٧٧ ـ قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط اللوى بين الدخول فحومل (٢) |
وكقول الآخر :
١٧٨ ـ سقيت الغيث أيّتها الخيامن (٣).
وكقول الآخر :
١٧٩ ـ داينت أروى والدّيون تقضن |
|
فمطلت بعضا وأدت بعضن (٤) |
__________________
(١) «والأصل (موزورات) بالواو من الوزر» الأشباه والنظائر ١ ـ ١٥٠. «والغداة لا تجمع على غدايا ، لكن جاز من أجل (العشايا)» المصدر السابق ١ ـ ١٥٢.
(٢) هذا الشاهد هو مطلع معلقة امرئ القيس بن حجر بن الحارث الكندى. (فحوملى) فى أ. يبدو أنه يقصد من هذا الشاهد أن التصريع فى البيت وهو (منزل) فى صدره ، و (فحومل) فى عجزه يشبه به التنوين فى غير المنون فى مثل (سلاسلا وأغلالا). ويدعونا إلى هذا التفسير لعبارة المؤلف ، خلو البيت من التنوين فى قوافيه ، على خلاف ما جاء فى الشاهدين بعد ذلك من تنوين.
(٣) ذكر سيبويه فى باب (هذا باب وجوه القوافى فى الإنشاد) لجرير : الكتاب ٢ ـ ٢٩٨ :
متى كان الخيام بذى طلوخ |
|
سقيت الغيث أيتها الخيامو |
وانظر حاشية الصبان على الأشمونى ٤ ـ ٢٢٠ حيث جاء فيه «أثبت الحجازيون النون مطلقا» ، وانظر شرح الشافية ٢ ـ ٣٠٥.
(٤) وذكر سيبويه فى نفس الباب ٢ ـ ٣٠٠ هذا الشاهد هكذا :
دانيت أروى والديون تقضى |
|
فمطلت بعضا وأدت بعضا |
وأروى اسم امرأة ـ انظر شرح الشافية ٤ ـ ٢٢٣.