قوله تعالى : (أَنْ يا مُوسى) (٣٠).
أن ، فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، بأن يا موسى.
قوله تعالى : (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) (٣١).
وأن ألق عصاك ، معطوف على قوله (أن يا موسى). وتهتز ، جملة فعلية فى موضع الحال من الهاء والألف فى (رآها) أى ، مهتزة مشبهة جانا. ولّى ، وأصله (ولى) فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبها ألفا ، وهو جواب (لمّا). ومدبرا ، منصوب على الحال من المضمر فى (ولّى) ، والعامل فيه (ولّى). ولم يعقب ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (ولّى) وهو العامل فيها أيضا.
قوله تعالى : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) (١) (٣٢).
يقرأ (ذان) بتخفيف النون وتشديدها ، و (ذانيك) بياء بعد النون. ذان ، تثنية (ذا) المرفوع. وذان ، مرفوع بالابتداء ، والألف من (ذا) محذوفة لدخول ألف التثنية عليها ، فمن خفف النون لم يعوض عن الألف المحذوفة ، وأتى بها من غير تعويض. ومن شددها جعل التشديد عوضا عن حذف الألف التى كانت فى الواحد ، وقيل : التشديد لأنه جعله تثنية (ذلك) ، فلما ثنى أتى باللام بعد نون التثنية ، ثم أدغم اللام فى النون لتقاربهما فى المخرج ، ولو أدغمت النون فى اللام لصار فى موضع النون التى تدل على التثنية ، لام مشددة فيتغير لفظ التثنية ، فأدغمت اللام فى النون فصارت معها مشددة. وقيل إنما شددت هذه النون فى المبهمات ، لتفرق بين النون التى هى عوض عن حركة وتنوين كانا فى الواحد ، وبين ما لم يكن عوضا عن حركة وتنوين فى الواحد ، وقيل : شددت النون ليفرقوا بين النون التى تحذف للإضافة والنون التى لا تحذف للإضافة ، وهى نون تثنية المبهم.
__________________
(١) (وملايه) فى أ ، ب.