ومن عنده لا
يستكبرون عن عبادته ، مبتدأ وخبر ، وليس معطوفا على : (من فى السموات) على هذا
القول ، وإن جعلته معطوفا عليه كان قوله : (لا يَسْتَكْبِرُونَ) فى موضع الحال ، أى ، غير مستكبرين ، وكذلك (لا
يستحسرون) أى ، غير مستحسرين.
قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ
لَفَسَدَتا) (٢٢).
إلّا ، فى موضع
(غير) وهى وصف ل (آلهة) وتقديره ، غير الله. ولهذا أعربت إعراب الاسم الواقع بعد (إلّا)
وهو الرفع.
ولا يجوز أن
يكون الرفع على البدل ، لأن البدل إنما يكون فى النص لا فى الإثبات ، وهذا فى حكم
الإثبات. ألا ترى أنه لو كان نفيا لجاز أن يقال : لو جاءنى من أحد كما يقال : ما
جاءنى من أحد ، وإذا كان فى حكم الإثبات ، بطل أن يكون مرفوعا على البدل ، ولأنّ
البدل يوجب إسقاط الأول ، ولا يجوز أن يكون (آلهة) فى حكم الساقط ، لأنك إذا
أسقطته كان بمنزلة قولك : جاءنى إلّا زيد. وذلك لا يجوز ، لأن المقصود من (إلّا)
أن تثبت بها ما نفيته نحو : ما جاءنى القوم إلا زيد. وليس فى قوله : (لو كان) نفى
يفتقر إلى إثبات ، ولو جاز أن يقال : جاءنى إلا زيد. على إسقاط (إلّا) ، حتى كأنه
قيل : جاءنى زيد. و (إلا) زائدة لاستحال فى الآية ، لأنه كان يصير قولك : لو كان
فيهما إلّا الله. بمنزلة : لو كان فيهما الله لفسدتا. وذلك مستحيل.
وذهب الفراء
إلى أن (إلّا) بمعنى (سوى) وتقديره : لو كان فيهما آلهة سوى الله.
قوله تعالى : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ
قَبْلِي) (٢٤).
يقرأ (ذكر)
بتنوين وغير تنوين. فمن نوّن قدّر محذوفا ، وتقديره ، ذكر
__________________