سورة الحجر
(رُبَما) : حرف موضوع للتقليل ، وإن أفهم الكثرة فمن المقام ،
واضطرب كلام ابن مالك فيه ؛ فآونة يجعله للكثرة ، وآونة يجعله للقلة ، وهو في هذه
الآية أفهم للكثرة.
(فِي شِيَعِ
الْأَوَّلِينَ) الشّيع : الفرق ، وقد تقدّم في الأنعام.
(نَسْلُكُهُ فِي
قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) ندخله ، من قولهم : سلكته ، وفسلك : أي : أدخلته فدخل.
(سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) أي : حيّرت ، وقيل : غطّيت ، ومن هذه المادة تسكير الباب ،
ومنه قيل للمغلاق : سكرة الباب ، والسّكر بالكسر : الموضع المسدود.
(مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
مَوْزُونٍ) قيل : مقدّر بقدر ، وقيل : مقسوم ، وقيل : معلوم عند الله
، وقيل : موزون على بابه ، والمراد به : ما يكال ويوزن ويعدّ ؛ لأن مآل الجميع إلى
الوزن ، وقيل : المراد بالموزون : ما له منزلة كما تقول : ليس له وزن أي : قدر.
(الرِّياحَ لَواقِحَ) : جمع لاقحة ، وفي معنى الملاقحة أقوال ، قيل : حوامل
للسحاب وقيل : ذات لقح ، وقيل : لاقحة بمعنى : ملقحة ؛ فإن الريح تلقح الأشجار.
(صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ
مَسْنُونٍ) الصلصال : الطين الذي خلط بالرمل فصار يتصلصل إذا جفّ ،
فإذا طبخ بالنار فهو الفخّار ، والحمأ : الطين الأسود ، ومثله الحمأة بتسكين ،
والمسنون : المتغير ، من أسن الماء يأسن إذا تغير ، ويطلق المسنون ويراد به
المصوّر ، ويطلق ويراد به المملّس ، ويطلق ويراد به ما وردت به السّنّة.
(نارِ السَّمُومِ) : مؤنثة وهي من الواو ، لأن تصغيره : نويرة والجمع : نور
وأنور ونيران ، انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها والسموم : الريح الحارة ؛ لأنها
تدخل في المسام ، وهي مؤنثة لجمعهم إياها على سمائم ، لا يقال : لها سموم إلا إذا
هبت نهارا ، وإذا هبت ليلا حرور ، وقيل : تستعمل كل من السموم والحرور في الليل والنهار.
(مِنْ غِلٍ) الغلّ : الحقد.
(فِيها نَصَبٌ) النّصب : التعب.
(الْعَذابُ الْأَلِيمُ) : اختلف في مادته ، فقيل من قولهم : عذب الرجل إذا ترك