(حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) أي : ذهب ثوابهم ، مأخوذ من ماء الركية ، يقال : حبط ماء الركية إذا ذهب.
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) في اشتقاق الخمر ثلاثة أقوال :
الأول : إنها تخمر العقل ، أي : تستره ومنه خمار المرأة.
ثاني : إنها تخمر نفسها أي : تغطي رأسها بما تنسجه لئلا يقع فيها ما يفسدها.
الثالث : إنها تخامر العقل أي : تخالطه وهو قريب من الأول ، والميسر : القمار حتى لعب الصبيان بالجوز قاله مجاهد ، وقال الأزهري : الميسر الجزور التي كانوا يتقامرون عليها ، وسمّي ميسرا لأنه يجزأ أجزاء ، وكل شىء جزأته فقد يسرته ، والياسر : الجزار الذي يجزئها والجمع أيسار.
(لَأَعْنَتَكُمْ) : لأثّمكم ، أي : لأوقعكم في أمر شاق.
(وَلا تَنْكِحُوا) النكاح : لفظ مشترك بين العقد والوطء.
(عَنِ الْمَحِيضِ) تقول : المرأة تحيض حيضا ومحيضا ، وهو الدم الذي تراه عند بلوغها.
(أَذىً) والأذى : ما يتأذى به ويتضرر ويريد به هاهنا الدم ؛ لأنه قذر ونجس ولأن المجامع يتأذى به فينفر طبعه عن الجماع.
(نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) شبه الجماع بالحرث ، والنطفة بالبذر ، والولد بالزرع.
(أَنَّى شِئْتُمْ) أي : كيف شئتم وأين شئتم ، وقيل : ومتى شئتم ، وتأتي أنّى بمعنى كيف كقوله تعالى : (أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) [آل عمران : ٤٧] وبمعنى : من أين كقوله تعالى : (أَنَّى لَكِ هذا) [آل عمران : ٣٧].
(عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) أي : عذرا في ترك البر.
والعرضة تطلق ويراد بها ما ينصب (١) ، وتارة ما يمنع (٢) ، وتطلق على العدّة وعلى ما يجعل عذرا.
__________________
(١) ما ينصب أي : نصبا لأيمانكم ومنه قولهم جعلت فلانا عرضة لكذا أي : نصبته له.
(٢) ما يمنع أي : من عرض يعرض ، وكل مانع منعك من شغل وغيره من الأمراض فهو عارض ، وقد عرض عارض أي : حال حائل ومنع مانع.