(وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ)(١) ، وقال فى موضع آخر : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ)(٢).
قال ابن عبّاس : يريد أمّة محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
وقال الزّجاج : أصل هذا الخطاب لأصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وهو يعمّ سائر أمّته (٣).
وقوله : (أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(٤).
قال أبو هريرة : خير النّاس للنّاس (تأتون) (٥) بهم فى السّلاسل فى أعناقهم حتّى يدخلوا فى دين الإسلام.
وقال عكرمة ومجاهد : خير النّاس (لِلنَّاسِ)(٦) ؛ لأنّه لم يؤمر بالقتال أحد غير محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فأنتم تسبون (٧) الرّوم وفارس تدخلونهم فى دينكم.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر ، أخبرنا محمّد بن يزيد الجودىّ ، أخبرنا إبراهيم بن شريك ، حدّثنا شهاب بن عبّاد ، حدّثنا حماد بن زيد ، عن بهز بن حكيم ، (٨) عن أبيه ، عن جدّه :
عن النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنّه قال : «أنتم وفّيتم سبعين أمّة أنتم خيرها وأكرمها على الله» (٩).
__________________
(١) سورة الأعراف : ٨٦.
(٢) سورة الأنفال : ٢٦. قال الفراء : فإضمار كان فى مثل هذا وإظهارها سواء (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٢٩).
(٣) انظر (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٦٧).
(٤) حاشية ج : «أى أظهرت للناس ، وما أخرج الله للناس أمة خيرا من أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وانظر (الوجيز فى التفسير للواحدى ١ : ١١٣).
(٥) الإثبات عن ج ، و (صحيح البخارى ـ كتاب التفسير ـ سورة آل عمران ٣ : ١١٣) و (الدر المنثور ٢ : ٦٤) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٧٧).
(٦) الإثبات عن أ ، ب. وهكذا قال ابن عباس ، وعطاء ، والربيع بن أنس وعطية العوفى كما فى (تفسير ابن كثير ٢ : ٧٧).
(٧) حاشية ج : «من السبى» فى (اللسان ـ مادة : سبا) : السبى والسباء : الأسر.
(٨) بهز بن حكيم بن معاوية القشيرى ، أبو عبد الملك ، صدوق ، من السادسة ، مات قبل الستين : (تقريب التهذيب : ١٢٨ ترجمة / ٧٧٢).
(٩) أخرجه ابن ماجه ، بسند المصنف ، بلفظ : «إنكم وفيتم ..» فى (سننه ـ كتاب الزهد ، باب صفة أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ٢ : ١٤٣٣ حديث / ٤٢٨٨) ، كما أخرجه الدارمى ، بلفظ قريب منه ، فى (سننه ـ كتاب الرقاق باب فى قول النبى صلىاللهعليهوسلم : أنتم آخر الأمم ٢ : ٣١٣) وأخرجه الترمذى ـ بلفظ «إنكم تتمون ..» ـ فى (صحيحه ـ أبواب التفسير ـ ومن سورة آل عمران ١١ : ١٢٩) قال الترمذى : هذا حديث حسن ، وانظر (مسند الإمام أحمد ٥ : ٢٥٥) و (تحفة الأحوذى ـ كتاب التفسير ٨ : ٣٥٢) و (الدر المنثور ٢ : ٦٤).