(فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ) فيقال لهم : (أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ)(١).
قال ابن عبّاس : هم اليهود شهدوا لمحمّد عليهالسلام بالنبوّة ، فلمّا قدم عليهم كذّبوه وكفروا به (٢).
وقال قتادة : هم أهل البدع كلّهم.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، أخبرنا مأمون بن أحمد بن مأمون السّرّى ، (٣) حدّثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجانىّ (٤) ، حدّثنا نصر بن علىّ ، حدّثنا أبى ، حدّثنا حميد بن مهران ، عن أبى غالب ، عن أبى أمامة : عن النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى قوله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) قال : «هم الخوارج» (٥)
١٠٨ ـ قوله : (تِلْكَ آياتُ اللهِ) قال ابن عبّاس : يعنى القرآن.
(نَتْلُوها عَلَيْكَ) نعرّفك إيّاها ونبيّنها (بِالْحَقِ) بأنّها حقّ.
(وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ)(٦) فيعاقبهم بلا جرم.
وقال الزّجّاج : أعلم الله تعالى أنّه يعذّب من يعذّبه باستحقاق. (٧)
١١٠ ـ قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ)
قال الفرّاء والزّجّاج : كنتم خير أمّة عند الله فى اللّوح المحفوظ ؛ قالا : (ويجوز) (٨) أن يكون معنى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) : أنتم خير أمّة ، كقوله :
__________________
(١) تمامها : قوله تعالى : (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
(٢) وهو قول عكرمة أيضا ، كما فى (الدر المنثور ٢ : ٦٣) وهو اختيار الزجاج : (تفسير القرطبى ٤ : ١٦٧) ، وانظر (معانى القرآن للنحاس : ٤٥٧ ـ ٤٥٨).
(٣) «السرى ـ بسين مهملة مضمومة ، وراء مهملة مشددة» (عمدة القوى والضعيف للحضرمى الورقة ٧ / ظ).
(٤) «الهسنجانى ـ بهاء وسين مهملة مكسورتين ، ونون بعدها ساكنة ، وجيم بعدها ألف ، ونون ثم ياء نسبة» (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٧ / ظ).
(٥) أخرجه عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبى حاتم ، عن أبى أمامة ، كما فى (الدر المنثور ٢ : ٦٣) وانظر (تفسير القرطبى ٤ : ١٦٧ ـ ١٦٨).
(٦) بعد هذا النصى القرآنى قوله تعالى : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ).
(٧) الذى فى (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٦٦): «أى من أعلم الله أنه يعذبه فباستحقاق يعذبه».
(٨) أ : «ولا يجوز» ، وهو خطأ ، والمثبت عن ب ، ج. انظر (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٢٩) و (معانى القرآن وإعرابه للزجاج ١ : ٤٦٦) و (تفسير القرطبى ٤ : ١٧٠ ـ ١٧١) و (تفسير الطبرى ٧ : ١٠٠ ـ ١٠٤).