الرّاء ، (١) وهى لغة قيس وتميم.
قال الفرّاء : يقال : رضيت رضا ورضوانا ورضوانا ومرضاة.
(وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ.)
: أى عالم بهم ، وإذا كان عالما بهم جازاهم ما يستحقّون. ثمّ وصفهم
١٦ ـ فقال : (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا ..) الآية (٢).
ثمّ زاد فى وصفهم فقال :
١٧ ـ (الصَّابِرِينَ) قال ابن عبّاس ، على دينهم وعلى ما أصابهم (وَالصَّادِقِينَ) قال قتادة : هم قوم صدقت (٣) نيّاتهم ، واستقامت قلوبهم وألسنتهم ، فصدقوا فى السّرّ والعلانية.
(وَالْقانِتِينَ) : المطيعين. (وَالْمُنْفِقِينَ) قال ابن عبّاس : الّذين ينفقون الحلال فى طاعة الله.
(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ.)
قال مجاهد وقتادة : يعنى المصلّين بالأسحار (٤). وهو جمع سحر ، وهو الوقت قبيل طلوع الفجر.
قال الزّجّاج : (٥) وصف الله هؤلاء بما وصف ، ثم بيّن أنّهم مع ذلك لشدّة خوفهم يستغفرون بالأسحار.
__________________
(١) وقرأ بها عاصم فى رواية أبى بكر .. فى كل القرآن إلا قوله : (مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ) [فى سورة المائدة : ١٦] فإنه كسر فيه الراء ـ وروى عن عاصم أنه ضمه كله. وقال حفص عن عاصم مكسور كله.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائى رضوان كسرا : (السبعة فى القراءات ٢٠٢) وانظر (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٤٣٤) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٣٨٦) و (إتحاف الفضلاء ١٧٢).
(٢) تمامها : (فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ).
(٣) (تفسير الطبرى ٣ : ٢٠٨) و (الدر المنثور ٢ : ١١).
(٤) (تفسير الطبرى ٣ : ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ط : الحلبى) و (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٤٣٥). وقال القرطبى فى (تفسيره / ٤ : ٣٨) : «ولا تناقض فإنهم يصلون ويستغفرون. وخص السحر بالذّكر ؛ لأنه مظان القبول ، ووقت إجابة الدعاء» ، وقريب منه فى (معانى القرآن للفراء ١ : ١٩٩).
(٥) عبارة الزجاج : «فالله عزوجل وصف هؤلاء بالتصديق والإنفاق فى سبيله والقيام بعبادته ، ثم وصفهم بأنهم مع ذلك لشدة خوفهم ووجلهم يستغفرون بالاسحار» (معانى القرآن للزجاج ١ : ٣٨٧).