ويقال : لم يقض
الله له ما أمره به ، ولو قضى عليه وله ما أمره به لما عصاه .
قوله جل ذكره :
(أَنَّا صَبَبْنَا
الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها
حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ
غُلْباً (٣٠))
فى الإشارة :
صببنا ماء الرحمة على القلوب القاسية فلانت للتوبة ، وصببنا ماء التعريف على
القلوب فنبتت فيها أزهار التوحيد وأنوار التجريد.
(وَقَضْباً) أي القت .
(وَحَدائِقَ غُلْباً) متكائفة غلاظا.
(وَفاكِهَةً وَأَبًّا)
الفاكهة : جميع
الفواكه ، و (أَبًّا) : المرعى.
(مَتاعاً لَكُمْ
وَلِأَنْعامِكُمْ ...)
(فَإِذا جاءَتِ
الصَّاخَّةُ) أي : القيامة ؛ فيومئذ يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه
، ثم بيّن ما سبب ذلك فقال :
(لِكُلِّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
لا يتفرّغ إلى
ذاك ، ولا ذاك إلى هذه. كذلك قالوا : الاستقامة أن تشهد الوقت
__________________