قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩))
أوجب السّعى يوم الجمعة إذا نودى لها ، وأمر بترك البيع (١).
ومنهم من يحمله على الظاهر ؛ أي ترك المعاملة مع الخلق (٢) ، ومنهم من يحمله عليه وعلى معنى آخر : هو ترك الاشتغال بملاحظة الأعراض (٣) ، والتناسى عن جميع الأغراض إلا معانقة الأمر ؛ فمنهم من يسعى إلى ذكر الله ، ومنهم من يسعى إلى الله ، بل يسعون إلى ذكر الله جهرا بجهر ، ويسعون إلى الله تعالى سرّا بسرّ.
قوله جل ذكره : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠))
إنما ينصرف من كان له جمع يرجع إليه ، أو شغل يقصده ويشتغل به ـ ولكن ...
من لا شغل له ولا مأوى .. فإلى أين يرجع؟ وإنما يقال : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) إذا كان له أرب .. فأمّا من سكن عن المطالبات ، وكفى داء الطّلب .. فما له وابتغاء ما ليس يريده ولا هو في رقّه؟!
قوله جل ذكره : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ
__________________
(١) هكذا في ص وهي الصواب حسب الآية ، ولكنها في م (الجميع).
(٢) هكذا في ص وهي في م (الحق) وهي خطأ في النسخ.
(٣) جمع (عرض) الحياة الدنيا.