قال لفرعون : (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) (١). وقال لنبينا صلىاللهعليهوسلم : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) : معناه ما ضلّ صاحبكم ، ولا غفل عن الشهود طرفة عين.
قوله جل ذكره : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (٤))
أي ما ينطق بالهوى ، وما هذا القرآن إلا وحي يوحى. وفي هذا أيضا تخصيص له بالشهادة ؛ إذ قال لداود : (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى) (٢).
وقال في صفة نبيّنا صلىاللهعليهوسلم : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى).
(ومتى ينطق عن الهوى وهو في محل النجوى؟ فى الظاهر مزموم بزمام التقوى ، وفي السرائر في إيواء المولى ، مصفّى عن كدورات البشرية ، مرقّى إلى شهود الأحدية ، مكاشف بجلال الصمدية ، مختطف عنه بالكلّيّة ، لم تبق منه إلا للحقّ بالحقّ بقية .. ومن كان بهذا النعت .. متى ينطق عن الهوى؟) (٣).
قوله جل ذكره : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (٧))
أي جبريل عليهالسلام. و (ذُو مِرَّةٍ) : أي ذو قوة وهو جبريل. (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) أي جبريل.
(ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (٩))
دنا جبريل من محمد عليهالسلام ، فتدلّى جبريل : أي نزل من العلوّ إلى محمد.
وقيل : (فَتَدَلَّى) تفيد الزيادة في القرب ، وأنّ محمدا عليهالسلام هو الذي دنا من ربّه دنوّ كرامة ، وأنّ التدلّى هنا معناها السجود.
__________________
(١) آية ١٠٢ سورة الإسراء.
(٢) آية ٢٦ سورة ص.
(٣) كل ما بين القوسين موجود في مكان آخر ، وضعناه في مكانه الصحيح حتى يستقيم السياق.