عَشَرَ
شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها
أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)
لمّا علم أنهم
لا يداومون على ملازمة القرب أفرد بعض الشهور بالتفضيل ، ليخصّوها باستكثار الطاعة
فيها. فأمّا الخواص من عباده فجميع الشهور لهم شعبان ورمضان ، وكذلك جميع الأيام
لهم جمعة ، وجميع البقاع لهم مسجد .... وفى معناه أنشد بعضهم.
يا ربّ إنّ
جهادى غير منقطع
|
|
وكلّ أرض لى
ثغر طرسوس
|
قوله جل ذكره :
(فَلا تَظْلِمُوا
فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ
كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
قال للعوام :
لا تظلموا فى بعض الشهور أنفسكم ، يعنى بارتكاب الزّلّة. وأمّا الخواص فمأمورون
ألا يظلموا فى جميع الشهور قلوبهم باحتقاب الغفلة .
ويقال : الظلم
على النّفس أن يجعل العبد زمامه بيد شهواته ، فتورده مواطن الهلاك.
ويقال : الظلم
على النّفس بخدمة المخلوقين بدل طاعة الحقّ.
ويقال : من ظلم
على قلبه بالمضاجعات امتحن بعدم الصفوة فى مرور الأوقات.
(وَقاتِلُوا
الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) : ولا سلاح أمضى على العدوّ من تبرّيك عن حولك وقوّتك.
__________________