وعليه يحمل (١) الحديث الذي رواه البخاري : حدثنا بشر بن محمد حدثنا عبد الله ، أنبأنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحوه : «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها» (٢).
تفرد به من هذا الوجه ، وأخرجاه في الصحيحين من حديث عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة به ، ورواه أحمد ومسلم عن هارون بن معروف ، عن أبي (٣) وهب ، عن عمرو بن الحارث (٤) عن أبي يونس ، عن أبي هريرة به.
وفي كتاب التوراة التي بأيدي (٥) أهل الكتاب) أن الذي دل حواء على الأكل من الشجرة هي الحية ، وكانت من أحسن الأشكال وأعظمها ، فأكلت حواء عن قولها وأطعمت آدم عليهالسلام ، وليس فيها ذكر لإبليس فعند ذلك انفتحت أعينهما وعلما انهما عريانان ، فوصلا من ورق التين وعملا مآزر ، وفيها أنهما كانا عريانين ، وكذا قال وهب بن منبه : كان لباسهما نورا على فرجه وفرجها.
وهذا الذي في هذه التوراة التي بأيديهم غلط منهم ، وتحريف وخطأ في التعريف ؛ فإن نقل الكلام من لغة إلى لغة لا يتيسر (٦) لكل أحد ، ولا سيما ممن لا [يكاد](٧) يعرف كلام العرب جيدا ، ولا يحيط علما بفهم كتابه أيضا ، فلهذا وقع في تعريبهم لها خطأ كثير لفظا ومعنى.
وقد دل القرآن العظيم على أنه كان عليهما لباس في قوله : (يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما) فهذا لا يرد لغيره من الكلام. والله تعالى أعلم.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسن بن أسكاب ، حدثنا علي بن عاصم ، عن سعيد ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق ، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه ، فأول ما بدا منه عورته ، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة ، فأخذت شعره شجرة فنازعها ، فناداه الرحمن عزوجل : يا آدم مني تفر؟ فلما سمع كلام الرحمن قال : يا رب لا ، ولكن استحياء» (٨).
وقال الثوري عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
__________________
(١) الحديث رواه البخاري (٦٠ / ١ / ٣٣٠ / فتح). ورواه مسلم في صحيحه (١٧ / ١٩ / ١٤٧٠). ورواه أحمد في مسنده (٢ / ٣٠٤ ، ٣١٥ / حلبي).
(٢) و : عن ابن.
(٣) م : حارث.
(٤) بين يدي وما أثبته من و.
(٥) م : لا يكاد يتيسر.
(٦) سقطت من م.
(٧) و : كثير.
(٨) الحديث رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (١ / ١ / ٩ ـ تحرير) وفيه : علي بن عاصم بن صهيب الواسطي ، التميمي مولاهم ، صدوق يخطىء ، ويصر ، ورمي بالتشيع ، من التاسعة وقال الذهبي حافظ مشهور ، ضعفوه. وكان مكثرا. مات سنة إحدى ومائتين ، وقد جاوز التسعين ـ د ت ق.
تقريب التهذيب (٢ / ٣٩ / ٣٦٦) المغني في الضعفاء للذهبي (٢ ك ٤٥٠ / ٤٢٩٠)