وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩)
____________________________________
[٢٧] (وَزُرُوعٍ) جمع زرع وهو ما لا ساق له كالحنطة والشعير (وَمَقامٍ كَرِيمٍ) أي مجالس ومنازل فاخرة ، ذات كرامة ورفعة في الأنظار.
[٢٨] (وَنَعْمَةٍ) بفتح النون ، والغالب لغير العارف ، أن يقرأها بكسر النون (كانُوا فِيها فاكِهِينَ) متنعمين متلذذين ، كما يتنعم آكل الفاكهة.
[٢٩] (كَذلِكَ) أخرجناهم وأهلكناهم وبقيت دورهم ونعمهم بعدهم (وَأَوْرَثْناها) تلك النعم (قَوْماً آخَرِينَ) هم بنوا إسرائيل ، حيث رجعوا إلى مصر وصاروا فيها ملوكا وسادة.
[٣٠] (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ) أي على آل فرعون (السَّماءُ وَالْأَرْضُ) وهذا كناية عن أنه لم يتغير شيء في الكون بهلاكهم ، وقد ورد أن السماء والأرض تبكيان لموت النبي والإمام والعالم والمؤمن (١) ، وبطبيعة الحال أن البكاء من جنسهما المناسب بهما ، وإن كان يحتمل البكاء حقيقة ـ وما ذلك على الله بعزيز ـ (وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) أي لما حكم عليهم بالعذاب ، لم يمهلوا حتى يتوبوا ، فلا يظن الكافر أنه إذا جاء العذاب يتمكن من التوبة والاستمهال ليصلح ما فات منه.
__________________
(١) هناك روايات حول بكاء السماء والأرض على النبي والإمام والمؤمن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) ، قال : لم تبك السماء على أحد منذ قتل يحيى بن زكريا عليهالسلام حتى قتل الحسين عليهالسلام فبكت عليه «كامل الزيارات : ص ٨٩» ، وورد في مجمع البيان : ج ٩ ص ١٠٩ عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بكاءهما على المؤمن.