وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (٨) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (٩) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ
____________________________________
[٩] وإذ بين الأحكام ، جاء السياق ليبين ، أن العاتي العاصي لهذه الأحكام وغيرها ، مصيره مصير الأقوام السابقين ، الذين أهلكوا بسبب طغيانهم وعتوهم (وَكَأَيِّنْ) بمعنى ـ كم ـ الخبرية المفيدة للتكثير (مِنْ قَرْيَةٍ) من للتبيين والمراد البلدة (عَتَتْ) أي طغت (عَنْ أَمْرِ رَبِّها) فلم تطع أوامر الله سبحانه ، والمراد أهل القرية ، بعلاقة الحال والمحل (وَرُسُلِهِ) أي عن أمر رسله ، بأن لم يطيعوا رسل الله سبحانه (فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً) مقابل السماح في الحساب ، فإن الإنسان المؤمن العامل بالصالحات يعفى عن جرائمه ويحاسب حسابا يسيرا ، جزاء على إيمانه وعمله ، أما العاتي الطاغي ، فإنه يحاسب على كل عمل عمله (وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) أي عذابا منكرا أليما ، والمراد بالمحاسبة في الملأ الأعلى حولهم لا محاسبتهم بالذات إذ الحساب إنما هو بعد الموت ، والسياق يفيد كون حساب أولئك قبل عذابهم في الدنيا.
[١٠] (فَذاقَتْ) تلك القرية (وَبالَ أَمْرِها) أي عاقبة صنيعها الشر (وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) أي خسرت الدنيا وخسرت الآخرة.
[١١] ذلك في الدنيا وقد (أَعَدَّ اللهُ) أي بقي (لَهُمْ) أي لأهل القرية ، (عَذاباً شَدِيداً) في الآخرة (فَاتَّقُوا اللهَ) أي خافوا عقابه (يا أُولِي الْأَلْبابِ) أي أصحاب العقول ، فإن ألباب جمع لب ، وهو العقل اتقوه