إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى (٢٣) أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (٢٤) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (٢٥) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً
____________________________________
الأصنام ثم ظنوا أنها آلهة ، فلا دليل من العقل ولا من الشرع عليها (إِنْ) ما (يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) بأنها آلهة (وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) ما تشتهيه أنفسهم (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) الرسول والكتاب المطابقان للعقل والفطرة فتركوهما واتبعوا أهواءهم الباطلة في القول بأن الأصنام آلهة.
[٢٥] (أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى) استفهام إنكاري أي ليس للإنسان ما يتمناه ، فهؤلاء يتمنون صحة عقيدتهم ويتمنون أن تشفع الأصنام لهم ، لكن هذا التمني لا يتحقق.
[٢٦] (فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) بيده كل شيء فهو الإله وهو الشفيع (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) (١).
[٢٧] إنهم يرجون الشفاعة من الأصنام بينما الملائكة لا تقدر على الشفاعة إلا بعد إذن الله (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ) فهو مع كونه ملكا ، ومع كونه في السماوات قريبا من رحمة الله (لا تُغْنِي) لا تفيد (شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً) أي أنهم على تقدير أن يشفعوا لا تفيد شفاعتهم و «كم» لا مفهوم له ، حتى يكون هناك «ملك» تغني شفاعته ، ولعل الإتيان به لإفادة أنه إذا كان كثير من الملائكة كذلك ، فكيف بالأصنام؟ ولا حاجة في إسقاط الأصنام
__________________
(١) الزمر : ٤٥.