وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ
____________________________________
ورسوله (وَصَدُّوكُمْ) منعوكم (عَنِ) زيارة (الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) حيث كان المسلمون يريدون العمرة (وَ) منعوا عن (الْهَدْيَ) الإبل التي ساقها المسلمون لعمرتهم (مَعْكُوفاً) من عكف إذا حبس لأن الإبل كان محبوسا على الهدي لينحر بعد قضاء العمرة ، فقد منع المشركون (أَنْ يَبْلُغَ) الهدي (مَحِلَّهُ) المكان الذي ينحر فيه بمكة ، وبهذا قد استحقوا القتال مرة لكفرهم ، ومرة لصدهم عن المسجد ، ومرة لمنعهم الهدي ، ومع ذلك فقد كف الله تعالى أيديكم عنهم (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) في مكة مختلطين بالكفار (لَمْ تَعْلَمُوهُمْ) بأشخاصهم ، لتتجنبوا قتالهم عند قتالكم مع المشركين (أَنْ تَطَؤُهُمْ) بدل اشتمال من «رجال مؤمنون ...» أي لو لا خوف سحقكم «ووطئكم» في حالة حرب المشركين ، لرجال ونساء مسلمين فإذا وطأتموهم تصيبكم (مِنْهُمْ) من جهة أولئك المسحوقين (مَعَرَّةٌ) أي مكروه إذ يحزن المسلم أن يقتل المسلم ، إذا وقع القتل اشتباها ، بالإضافة إلى تعيير المشركين للمسلمين بأنهم قتلوا حتى إخوانهم في الدين ، إلى غير ذلك (بِغَيْرِ عِلْمٍ) منكم المسلم من غير المسلم ، فقوله «لم تعلموهم» لبيان أنهم لا يعرفون أولئك المسلمين ، وقوله «بغير علم» لبيان أن سحقهم بغير علم ، فلا تكرار ، وجواب «لو لا» محذوف لدلالة الكلام عليه ، أي لو لا خوف سحقكم للمؤمنين المجهولين ، لما كف الله أيديكم عن المشركين ، وإنما كنا نجيز لكم