فالإله واحد ،
والعقيدة واحدة ، والأنبياء امّة واحدة ، والدين واحد ، وكلّه لواحد ، هو الله
سبحانه ، وإن كان هناك أغراض اخرى قد تترتب على هذا الاستعراض كما سوف نلاحظ.
ج ـ بيان أنّ
وسائل الأنبياء وأساليبهم في الدعوة واحدة ، وطريقة مجابهة قومهم لهم واستقبالهم
متشابهة ، وأنّ العوامل والأسباب والظواهر التي تواجهها الدعوة واحدة ، وقد أكّد
القرآن الكريم في عدة مواضع هذه الحقيقة ، وأشار إلى اشتراك الأنبياء في قضايا
كثيرة ، من ذلك قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي
سَبِيلِ اللهِ ...).
وقوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ
عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ
الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ).
وكذلك قوله
تعالى : (وَكَمْ أَرْسَلْنا
مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ* وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا
بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ).
ويتحدّث القرآن
الكريم ـ أحيانا ـ عن الرسل حديثا عاما ؛ ليؤكد هذه الوحدة بينهم في الوسائل
والأساليب ... كما جاء في سورة إبراهيم (... جاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ ...).
__________________