سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (١٠) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ
____________________________________
[١١] إنه بعمله يعلم كل شيء (سَواءٌ مِنْكُمْ) أي متساو في عمله ، أيّ شخص منكم (مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ) أي أخفاه ، فإنه يعلمه (وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) أي أبداه وأظهره (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ) من هو مستتر متواري بالليل ، وكان الإتيان بباب الاستفعال ، لإفادة أنه كان طالب الخفاء بالليل ، فليل واستخفاء ، ومع ذلك يعلمه سبحانه (وَسارِبٌ) أي بارز ، من «سرب سروبا» إذا برز ، أي ظهر (بِالنَّهارِ) فله ظهور في ذاته ، وظهور لكونه في النهار ، قال الإمام الباقر عليهالسلام : يعني أن السر والعلانية عنده سواء (١)
[١٢] (لَهُ) لله سبحانه على البشر (مُعَقِّباتٌ) ملائكة يعقبون الإنسان (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) أي إلهام الإنسان (وَمِنْ خَلْفِهِ) يعقب بعضهم بعضا في حفظه (يَحْفَظُونَهُ) حفظا ناشئا (مِنْ أَمْرِ اللهِ) ولا يخفى أن التعقيب ، وإن كان في الأصل المجيء عقب شيء أو شخص ، إلا أنه يستعمل بمعنى الحافظ المرتقب لأعمال الإنسان ، وإن كان فوقه أو أمامه ، روي عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنه ملائكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير فيخلون بينه وبين المقادير (٢) وعن الإمام الباقر عليهالسلام أنه قال في تفسير الآية : هما ملكان يحفظانه بالليل ، وملكان بالنهار (٣) ، فهو سبحانه مع علمه الشامل وقدرته
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤ ص ٨٢.
(٢) راجع بحار الأنوار : ج ٥٦ ص ١٥١.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٦ ص ١٧٩.