وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (٦) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ
____________________________________
(وَقَدْ خَلَتْ) أي مضت (مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) أي العقوبات التي يقع بها الإعتبار ، وهو ما حلّ بالأمم السابقة ، من المسخ والغرق والهلاك بالعواصف والصيحة ، وقلب الأرض عليهم وغيرها ، ومثلات ، جمع مثلة ، بفتح الميم وضم الثاء ، وهي العقوبة ، سميت بها لأنها تمثل ، وأنها تسير بها الأمثال ، (وَإِنَّ رَبَّكَ) يا رسول الله (لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ) أي يغفر ذنوبهم (عَلى ظُلْمِهِمْ) مع أنهم ظالمون ، فإنه سبحانه لو أخذ الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها دابة ، وإنما جيء بلفظ «على» لبيان علو المغفرة على الظلم ، كأن المغفرة تتجلل الظلم حتى تستره وتخفيه (وَ) لكن لا يعني غفران الظالمين ، حتى يتمادوا في غيهم ف (إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ) فإن عقابه لا يشبه عقاب الناس بعضهم لبعض ، روي أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لو لا نصر الله وتجاوزه ما هنأ أحد العيش ، ولو لا وعيد الله وعقابه لا تكل كل أحد.
[٨] إن الذين كفروا ، يكفرون بالله (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) وينكرون المعاد (أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) وينكرون الرسالة (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ليس محمد مرسلا ، ولو كان من عند الله لأنزل الله عليه الآيات كاليد والعصا ، وإحياء الأموات ، وما أشبهها ف (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) وقد قالوا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ، إلى غيرها ، لكن هذا الكلام منهم فارغ ، فإنهم إن