اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨) وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (٩) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا
____________________________________
عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام : إن السر ما أخفيته من نفسك وأخفى منه ما خطر ببالك ثم نسيته (١).
[٩] إن هذه كلها صفات ل (اللهُ) الذي (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أي الأسماء الحسنة كالخالق والرازق ، والمنعم وما أشبه ، مقابل أسماء السوء كالظالم والفاسق والجائر ونحوها ، و «حسنى» مؤنث أحسن ، جيء مؤنثا باعتبار الجمع.
[١٠] ثم يأتي السياق لعرض جانب من جوانب قصة موسى ، فإن هذه القصة توافق المسلمين من بدء ولادة الإسلام إلى يوم الرجعة ، فما أحوجهم بالتملي منها ، والاعتبار بها ، وقد تكررت هذه القصة في القرآن بأساليب مختلفة وصور متنوعة ، والغالب الإشارة في كل قصة منها إلى جانب من الجوانب وبمناسبة من المناسبات (وَهَلْ أَتاكَ) يا رسول الله (حَدِيثُ مُوسى)؟ وهذا استفهام تقريري ، نحو قول أحدنا لغيره هل سمعت بخبر فلان؟
[١١] (إِذْ رَأى ناراً) فإن موسى عليهالسلام لما فر من فرعون جاء إلى مدين وتزوج هناك بابنة شعيب ، ثم استأذن شعيب في الخروج إلى أمه فخرج بأهله فلما وافى وادي طور وفيه الطور ولد له ابن في ليلة شاتية مظلمة مثلجة ، وقد أضل الطريق وتفرقت ماشيته فرأى من جانب الطور ما يشبه النار حتى ظنها نارا (فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) أي الزموا مكانكم
__________________
(١) راجع بحار الأنوار : ج ٤ ص ٧٩.