إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تقريب القرآن إلى الأذهان [ ج ٣ ]

تقريب القرآن إلى الأذهان [ ج ٣ ]

413/743
*

وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً (٨٠) فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (٨١) وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ

____________________________________

المساكين ، وإنقاذها من يد الغاصب.

[٨١] (وَأَمَّا الْغُلامُ) الذي قتله (فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ) وكان هو كافرا ـ كما يظهر من القرينة ـ (فَخَشِينا) إن بقي في الحياة (أَنْ يُرْهِقَهُما) الإرهاق ، إدراك الشيء بما يغشاه وغلام مراهق إذا قرب أن يغشها حال البلوغ ، أن يغشي الغلام أبويه ، ويتسلط عليهما (طُغْياناً وَكُفْراً) فيطغيان ويكفران ، ثم إن الخشية كانت علما ، فإنها تستعمل مع العلم والشك ، والظن والوهم.

[٨٢] (فَأَرَدْنا) بقتل الغلام (أَنْ يُبْدِلَهُما) الأبوين (رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ) ، من هذا الغلام (زَكاةً) ، طهارة ، وإنما قال ذلك مقابل قول موسى عليه‌السلام ـ نفسا زكية ـ (وَأَقْرَبَ رُحْماً) أي أرحم بالأبوين ، فإن رحم بمعنى رحمة ، والمراد «الخير» عرفا ، لا حقيقة ، إذ لا خير في الكافر ، حتى يرجح المؤمن عليه بصيغة التفضيل ، وقد ورد أن الله سبحانه عرض لهما بجارية كانت أم جماعة من الأنبياء.

[٨٣] (وَأَمَّا الْجِدارُ) الذي أقمته ، ولم أتخذ أجرا عليه فإنما أقمته لأنه كان (لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) أي في المدينة التي استطعمنا أهلها ، فلم يضيفونا (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) ورد أنه كان لوحا من ذهب ، فيه كلمات من الإيمان فكان كنزا مالا ، وكنزا علما (وَكانَ