نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (٣) إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (٤)
____________________________________
[٤] (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) وبالأخص قصة يوسف ، فإنها قصة واقعية فيها أنواع من التذكرة والعظة ، مشوقة حيث اشتملت على موضوع مثير (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ) أي بسبب إيحائنا هذا القرآن قصصنا عليك هذه القصص فلو لا إيحاؤه لم تكن قصة (وَإِنْ كُنْتَ) يا رسول الله (مِنْ قَبْلِهِ) قبل إيحاء القرآن إليك (لَمِنَ الْغافِلِينَ) الذين لا يعرفون شيئا من ذلك. وهذا لا ينافي الحديث المروي : «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين» (١) إذ لا ملازمة بين النبوة وبين علم كل شيء ، فلقد كان نبيا لكنه لم يكن يعلم بعض الأشياء ، أو كان وحي القرآن قبل ذلك لأنه إنما أوحي إلى النبي القرآن بعد البعثة في الظاهر ، وأما في الحقيقة فقد كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلم القرآن قبل وحيه إليه.؟ وقد ورد أن الإمام المرتضى عليهالسلام قرأ القرآن وهو طفل رضيع.
[٥] فاذكر يا رسول الله (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ) يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهالسلام : (يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ) في المنام (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) إنما أتى بالجمع العاقل لأن السجود من صفات العقلاء. روي عن الباقر عليهالسلام في تأويل هذه
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٦ ص ٤٠٢.