وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ
____________________________________
(وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) أي في حال كونكم خائفين وطامعين ، خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فإنكم إذا لم تفسدوا ودعوتموه خوفا وطمعا جعلكم الله من المحسنين ، فتكون رحمته قريبة منكم ، وذلك يوجب استجابة دعائكم ، ولطف الله بكم.
[٥٨] (وَهُوَ) الله وحده (الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً) أي يطلقها ويجريها لأجل البشارة بالمطر (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) أي أمام رحمته ـ التي هي المطر ـ فإن الرياح إذا هبت في أيام السحاب ، دلت على نزول المطر (حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ) أي حملت تلك الرياح (سَحاباً ثِقالاً) بالماء (سُقْناهُ) أي دفعنا السحاب (لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) وموت البلد : تعفّي مزارعه ودروس مشاربه ، لا نبات فيه ، ولا عيون وأنهار (فَأَنْزَلْنا بِهِ) أي بالبلد ، أو بالسحاب ، و «الباء» على الأول بمعنى «في» ، وعلى الثاني بمعنى «السبب» (الْماءَ) وهناك خلاف في تكوّن المطر ، لكن ذلك لا يهم التفسير ، وكيف كان فإنه بقدرة الحكيم القدير (فَأَخْرَجْنا بِهِ) أي بسبب الماء (مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) المتداولة هناك ، لا أن المراد جميع أنواع الثمرات ، إلا إذا أخذ الماء والسحاب بصورة عامة لا بالنسبة إلى بلد معيّن.