(قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (٣٠) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (٣٢) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ) (٣٥)
٢٨ ـ (قالُوا) أي الأتباع للمتبوعين (إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ) عن القوة والقهر ، إذ اليمين موصوفة بالقوة وبها يقع البطش ، أي أنكم (١) تحملوننا على الضلال وتقسروننا عليه.
٢٩ ـ (قالُوا) أي الرؤساء (بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) بل (٢) أبيتم أنتم الإيمان وأعرضتم عنه مع تمكنكم منه مختارين له على الكفر غير ملجئين.
٣٠ ـ (وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) تسلّط نسلبكم به تمكنكم واختياركم (بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ) بل كنتم قوما مختارين الطغيان.
٣١ ـ (فَحَقَّ عَلَيْنا) فلزمنا جميعا (قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ) يعني وعيد الله بأنا ذائقون لعذابه لا محالة لعلمه بحالنا ، ولو حكى الوعيد كما هو لقال : إنكم لذائقون ، ولكنه عدل به إلى لفظ المتكلم لأنهم متكلّمون بذلك عن أنفسهم ونحوه قوله (٣) : لقد (٤) زعمت هوازن قلّ مالي. ولو حكى قولها لقال : قلّ مالك.
٣٢ ـ (فَأَغْوَيْناكُمْ) فدعوناكم إلى الغيّ (إِنَّا كُنَّا غاوِينَ) فأردنا إغواءكم لتكونوا أمثالنا.
٣٣ ـ (فَإِنَّهُمْ) فإنّ الأتباع والمتبوعين جميعا (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) كما كانوا مشتركين في الغواية.
٣٤ ـ (إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) (٥) إنا مثل ذلك الفعل نفعل بكلّ مجرم.
٣٥ ـ (إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ) إنهم كانوا إذا سمعوا بكلمة التوحيد استكبروا وأبوا إلا الشرك.
__________________
(١) في (ز) أنكم كنتم.
(٢) في (ز) أي بل.
(٣) لم أصل إلى أصله.
(٤) في (ز) فقد.
(٥) زاد في (ظ) و (ز) أي بالمشركين.