(ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى (٤١) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى(٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (٤٥) مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (٤٧) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى) (٥٠)
٤١ ـ (ثُمَّ يُجْزاهُ) ثم يجزى العبد سعيه ، يقال جزاه الله عمله وجزاه على عمله بحذف الجار وإيصال الفعل ، ويجوز أن يكون الضمير للجزاء ، ثم فسّره بقوله (الْجَزاءَ الْأَوْفى) أو أبدله عنه.
٤٢ ـ (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) هذا كلّه في الصحف الأولى ، والمنتهى مصدر بمعنى الانتهاء ، أي ينتهي إليه الخلق ويرجعون إليه ، كقوله : (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (١).
٤٣ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) خلق الضحك والبكاء ، وقيل خلق الفرح والحزن ، وقيل أضحك المؤمن في العقبى بالمواهب ، وأبكاه (٢) في الدنيا بالنوائب.
٤٤ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) قيل أمات الآباء وأحيا الأبناء ، أو أمات بالكفر وأحيا بالإيمان ، أو أمات هنا وأحيا ثمة.
٤٥ ـ ٤٦ ـ (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) إذا تدفّق في الرّحم ، يقال منى وأمنى.
٤٧ ـ (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) الإحياء بعد الموت.
٤٨ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) وأعطى القنية ، وهي المال الذي تأثلته (٣) وعزمت أن لا تخرجه من يدك.
٤٩ ـ (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) هو كوكب يطلع بعد الجوزاء في شدة الحر ، وكانت خزاعة تعبدها ، فأعلم الله أنه ربّ معبودهم هذا.
٥٠ ـ (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى) هم قوم هود وعاد الأخرى إرم. عادا لّولى مدني وبصري غير سهل بإدغام التنوين في اللام وطرح همزة أولى ونقل ضمتها إلى لام التعريف.
__________________
(١) آل عمران ، ٣ / ٢٨. النور ، ٢٤ / ٤٢. فاطر ، ٣٥ / ١٨.
(٢) في (ظ) و (ز) المؤمنين .. وأبكاهم.
(٣) تأثلته : تأثل عظم ، والمال اكتسبه (القاموس ٣ / ٣٢٧).