(وَإِمَّا
يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ (٢٠٠) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا
مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١)
وَإِخْوانُهُمْ
يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ)
(٢٠٢)
(يسروا ولا تعسروا)
(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) بالمعروف والجميل من الأفعال ، أو هو كلّ خصلة يرتضيها
العقل ويقبلها الشرع (وَأَعْرِضْ عَنِ
الْجاهِلِينَ) ولا تكافئ السفهاء بمثل سفههم ولا تمارهم واحلم عنهم ، وفسرها جبريل عليهالسلام بقوله : صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك . وعن الصادق : أمر الله نبيه عليهالسلام بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق
منها.
٢٠٠ ـ (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ
نَزْغٌ) وإما ينخسنّك منه نخس ، أي بأن يحملك بوسوسته على خلاف ما
أمرت به (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) ولا تطعه. والنزغ : النخس ، كأنه ينخس الناس حين يغريهم
على المعاصي ، وجعل النزغ نازغا كما قيل جدّ جدّه ، أو أريد بنزغ الشيطان اعتراء
الغضب كقول أبي بكر رضي الله عنه : إنّ لي شيطانا يعتريني (إِنَّهُ سَمِيعٌ) لنزغه (عَلِيمٌ) بدفعه.
٢٠١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا
مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ) طيف مكي وبصري وعليّ ، أي لمة منه مصدر من قولهم طاف به الخيال يطيف طيفا ، وعن أبي عمرو
: هما واحد وهي الوسوسة ، وهذا تأكيد لما تقدّم من وجوب الاستعاذة بالله عند نزغ
الشيطان وأنّ عادة المتقين إذا أصابهم أدنى نزغ من الشيطان وإلمام بوسوسته (تَذَكَّرُوا) ما أمر الله به ونهى عنه (فَإِذا هُمْ
مُبْصِرُونَ) فأبصروا السداد ودفعوا وسوسته. وحقيقته أن يفروا منه إلى
الله فيزدادوا بصيرة من الله بالله.
٢٠٢ ـ (وَإِخْوانُهُمْ) وأمّا إخوان الشياطين من شياطين الإنس فإنّ الشياطين (يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ) أي يكونون مددا لهم فيه ويعضدونهم ، يمدونهم من الإمداد
مدني (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) ثم لا يمسكون عن إغوائهم حتى يصرّوا ولا يرجعوا ، وجاز
__________________