مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٨١) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى
____________________________________
(مَا اتَّخَذُوهُمْ) أي لم يتخذوا الكفار (أَوْلِياءَ) لهم ، أو المراد : أنهم لو آمنوا بموسى وكتابه إيمانا صادقا ، لم يتخذوا الكفار أولياء ، إذ الإيمان بهما يمنع من ولاية الكافرين ، فهم كاذبون في دعواهم أنهم مؤمنون بموسى وكتابه (وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن طاعة الله ورسوله وكتابه ، فإنما يدعون الإيمان باللسان ، وقلوبهم خالية من الإيمان.
[٨٣] ثم ذكر سبحانه فرقا بين اليهود والنصارى ، وأن اليهود طبيعتهم العامة العناد والاستكبار والعداوة ، وأن النصارى ليسوا بتلك المثابة ، إذ فيهم بعض المنصفين من العلماء ، وما أصدق قوله سبحانه ، فإننا نرى ذلك إلى اليوم ، فقد نجد كثيرا من المسيحيين يسلمون ، ولا نجد إلا الشاذ النادر من اليهود يسلمون (لَتَجِدَنَ) يا رسول الله (أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا) أي للمسلمين (الْيَهُودَ) فإنهم من أعدى أعداء المسلمين (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) أي المشركين ، فإنهم في صف اليهود ـ وبعدهم في الرتبة ـ عداوة للمسلمين.
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ) أقرب الناس (مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا) أي حبّا للمؤمنين (الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) فإنهم وإن كانوا نصارى بصرف