ففرحت وسألت الله عزوجل أن يتقبّل منّي العمل.
قلنا فيما تقدّم : لكلّ تفسير مزاياه وخصوصيّاته ، لكن امتاز هذا التفسير الشريف بجملة أمور قلما حظي بها غيره منها :
أولا : أنّ السيّد المؤلّف (قدس سرّه) إضافة لكونه مرجعا وزعيما دينيّا متميّزا فإنّه يعدّ أحد رجالات الفكر المعاصرين الذين نظّروا للعالم البشري في مجالات مختلفة ، وطابقت تنظيراته ورؤاه الواقع في العديد من الموارد والحقول ، وهذا ما يجده المتتبّع في كتبه القيّمة من رؤي حديثة تتناسب مع التطوّر الحضاري والفكري المعاصر ، حيث إنّه (طاب ثراه) جمع بين الفكر الجديد والقديم في التفسير ، فانعكس ذلك على فهمه للآيات الشريفة في بيانه وشرحه لمضامينها ، جامعا بين أصالة الأمس وحداثة اليوم وتطلّعات المستقبل ، وقد وفّق في ذلك إلى حدّ كبير ، وهذا أحد دواعي خلود هذا التفسير وعظمته التي ستكشفها الأيّام.
ثانيا : اعتمد السيّد المؤلّف (قدس سرّه) بشكل أساسي في تفسيره على منهجيّة أهل البيت عليهمالسلام ، وعلى الأخبار والآثار المرويّة عنهم عليهمالسلام ، فنأى بعيدا عن شبهة التفسير بالرأي ، ونزّه كلام الله عن آراء البشر.
ثالثا : وضوح في الرؤية ونضوج في الأفكار ، وردّ للشبهات التي أثيرت أو قد تثار بما يملأ الخافقين علما ويقينا هنا وهناك ، وخصوصا ما يتعلّق بالآيات الواردة بشأن أهل البيت عليهمالسلام.
رابعا : أنّ أسلوب الكتاب وطريقة بحثه تمتاز بأنّها بعيدة عن العبارات المنمّقة والاصطلاحات المعقّدة ، حيث إنّه بيّن المعاني بأسهل الألفاظ والكلمات ، كما أنّه امتاز بالاختصار وشموليّة المطلب ، وهذه الصفات جعلته سهل الفهم على جميع المستويات ، فكان سهلا ممتنعا على ما يعبّرون ، ممّا سمح لكلّ بيت وأسرة مهما كان مستواها ومستوى أفرادها أن تتّخذه منارا ومعلّما ومربّيا يغنيها عن الكثير من المصادر والكتب.