وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٤٢) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (١٤٣)
____________________________________
يلزمهم أحكام المسلمين في الدنيا ويجازيهم جزاء الكافرين في الآخرة (وَ) من صفاتهم الظاهرة أنهم (إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى) جمع «كسلان» أي متثاقلين ، لأنهم لا يعتقدون بالصلاة حتى يقوموا إليها قيام نشاط وفرح كما يقوم المؤمنون إليها (يُراؤُنَ النَّاسَ) أي أن أصل عملهم لأجل الرياء وأن يظهروا للمؤمنين أنهم مسلمون لا لأجل الله ، ولذا لو تمكنوا من تركها تركوها (وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) في مواقع الشدة والمحنة كما قال سبحانه : (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ) (١) بخلاف المؤمنين الذين يعتقدون بالله فإنهم ذاكرون له دائما.
[١٤٤] (مُذَبْذَبِينَ) يقال : «ذبذبته» أي حركته ، أي أن المنافقين مترددين (بَيْنَ ذلِكَ) المجتمع المنقسم إلى المؤمن والكافر (لا إِلى هؤُلاءِ) المؤمنين ، أي لا مع هؤلاء تماما (وَلا إِلى هؤُلاءِ) الكافرين ، ودخول كلمة «إلى» باعتبار أن من يكون مع قوم ينتهي إليهم في حركاتهم وسكناتهم ، بخلاف المنافق الذي هو في الوسط لا ينتهي إلى أحد الجانبين (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) وإضلاله بترك لطفه الخاص به ، بعد ما أراه الطريق فلم يسلكه ، وقد تقدم معنى الإضلال من الله (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) إلى الحق لأنه قد ران على قلبه ما كسبه من السيئات والإعراض عن الإيمان بالله والعمل الصالح.
__________________
(١) العنكبوت : ٦٦.