وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (١٤١) إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ
____________________________________
صلاحكم (وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ) بأس (الْمُؤْمِنِينَ) بدلالتكم على مواقع الهلكة ، وكنا نلقي الرعب في قلوب المؤمنين منكم ، حتى نلتم أيها الكافرون ما نلتم بسببنا ، ولذا فلنا ما لكم ، يريدون بذلك إشراك أنفسهم في جاه الكفار وأرباحهم (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ويعطي كلّا جزاءه ، ثم لا يظن المسلمون أن المنافقين يتمكنون بنفاقهم أن يحدثوا ثغرة بينهم ، فإن الكافر لا يسلّط على المؤمن أبدا لا في الحجة ولا في غيرها ، ما دام المؤمنون ملتزمين بشرائط الإيمان عقيدة وعملا (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ) أبدا (لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) نعم إذا خرج المؤمنون عن شرائط الإيمان عقيدة أو عملا ، صار للكفار عليهم سبيل. وقد نرى في طول التاريخ أنه لم يتغلّب الكفار على المؤمنين إلا إذا خرج المؤمنون عن طاعة الله ورسوله ، كما رأينا في قصة أحد حين ترك الرماة مواقعهم ، وهذا لا ينافي تسلط بعض أفراد الكفار على بعض أفراد المؤمنين قتلا ونحوه ، لأن قضية «لن يجعل» طبيعية كسائر القضايا الواردة في مثل هذا المقام.
[١٤٣] ولما ذكر سبحانه أن المنافقين يراوحون بين المؤمنين والكافرين لإرضاء كليهما ولأن يهيئوا لهم حياة سعيدة مهما تقلبت الظروف والأحوال ، بيّن أن خداعهم هذا لا ينطلي على الله سبحانه (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ) حيث يظهرون الإيمان لحقن دمائهم وحفظ أموالهم وأعراضهم ، بينما هم كفار غير مؤمنين (وَهُوَ خادِعُهُمْ) إذ