«لا شرّ كشرّ بعده النار» (١). قوله : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(٢). قيل : التّهلكة ما يؤدي إلى الهلاك. والهلوك : المرأة المتمايلة في مشيها ، كأنها تتهالك في مشيها ، كما قال الشاعر (٣) : [من الطويل]
مريضات أوبات التّهادي كأنّما |
|
تخاف على أحشائها أن تقطّعا |
(وكنّي عن الفاجرة بالهلوك لتمايلها. والهلك : الهلاك والشيء الهالك أيضا. ومن الأول قول الشاعر (٤) : [من الطويل]
فما كان قيس هلكه هلك واحد |
|
ولكنّه بنيان قوم تهدّما (٥) |
والهالكيّ : الحدّاد ، وأصله من قبيلة هالك ، فسمّي كلّ حداد هالكيا. وفي حديث أبي هريرة : «إذا قال الرجل : هلك الناس ، فهو أهلكهم» (٦) يروى برفع الكاف على أنّه اسم خبر لمبتدأ ، أو بفتحها على أنه فعل ماض في موضع الجرّ. ومعنى الرواية الأولى : إذا فعل ذلك هو أكثرهم هلاكا ، وإذا كان كذلك كان (٧) أيأسهم لله تعالى.
ه ل ل :
قوله تعالى : (وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ)(٨) أي صرّح باسم غير الله عند ذبحه كما كانت الجاهلية يفعلون عند ذبح نسائكهم فيقولون : باسم اللات ، باسم العزّى. والإهلال : رفع الصوت. ومنه استهلّ الصبيّ. (ومنه : «لا يورث الصبيّ حتّى يستهلّ صارخا» (٩)) (١٠).
__________________
(١) المفردات : ٥٤٥.
(٢) ١٩٥ / البقرة : ٢.
(٣) المفردات : ٥٤٥.
(٤) البيت لعبدة بن الطبيب ، كما في شرح المفصل : ٨ / ٥٥. وفي الأصل : تقدما.
(٥) ما بين قوسن ساقط من ح.
(٦) النهاية : ٥ / ٢٦٩.
(٧) الكلمة ساقطة من ح.
(٨) ١٧٣ / البقرة : ٢.
(٩) النهاية : ٥ / ٢٧١ ، «لم يرث ولم يورث».
(١٠) ما بين قوسين ساقط من س.