قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]

تحمیل

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ٣ ]

452/525
*

كرب القلب من جواه يذوب

حين قال الوشاة : هند غضوب

ومن الإتيان بأن قول الآخر (١) : [من الطويل]

وقد كربت أعناقها أن تقطّعا

ولها أحكام ذكرتها في غير هذا ، وفي الحديث : «استعفّ أو كرب» (٢) أي : قارب. وكلّ دان فهو كارب.

والكروبيون : طائفة من الملائكة ، قال أبو العالية : هم سادة الملائكة ؛ سمّوا بذلك لقرب منزلتهم من الله. ومثله حديث آخر : «أيفع أو كرب» (٣) أي قارب الإيفاع ، وأنشد (٤) : [من الكامل]

أبنيّ إنّ أباك كارب يومه

فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل

أي قرب من يوم أجله. وقال الليث : يقال لكلّ حيوان وثيق المفاصل : إنه لمكرب المفاصل ولمكرب الخلق. قلت : أصله من شددت الدلو بالكرب ، كما تقدم. وفي الحديث : «من فرّج عن مسلم كربة من كرب الدّنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» (٥). قد تقدّم أنّ الكربة شدّة الغمّ ، وهي الغمة الشديدة.

ك ر ر :

قوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ)(٦) وليس المراد بالتثنية هنا شفع الواحد إنّما

__________________

(١) عجز لأبي هشام بن زيد الأسلمي من كلمة له يهجو فيها إبراهيم بن إسماعيل والي المدينة من قبل هشام بن عبد الملك. وهو من شواهد ابن هشام (أوضح المسالك : ١ / ٢٢٨). وصدره :

سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظّما

(٢) النهاية : ٤ / ١٦١ ، وفيه : «فإذا استغنى أو كرب استعفّ».

(٣) المصدر السابق ، والكلام عن غلام ، والحديث لرقيقة.

(٤) البيت لعبد قيس بن خفاف البرجمي كما في الجمهرة (١ / ٢٧٥) واللسان (مادة ـ كرب) وذكره مطلعا لقصيدة. وفي المحكم : قاله خفاف بن عبد القيس. وفي الجمهرة : أجبيل إنّ ... قال أبو بكر : يخاطب رجلا اسمه جبيل أو امرأة اسمها جبيلة.

(٥) صحيح البخاري ، المظالم ٣.

(٦) ٤ / الملك : ٦٧.