(وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)(١) أي عمله الذي طار عنه من خير وشرّ. قوله : (يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ)(٢) أي يتشاءموا به. وأصله أنّ الرجل منهم كان إذا أراد أمرا نفّر الطير ؛ فإن أخذ الطير يمينا تفاءلوا به ، وإن أخذ يسارا تشاءموا به. فأصل «يطّيروا» يتطيّروا أي يتفعّلوا ذلك. ويقال لطائر اليمين السانح وللآخر البارح. وفي الحديث : «أقرّوا الطير في وكناتها» (٣) هو نهيهم عن ذلك.
قوله : (أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ)(٤) أي ما قد أعدّ الله لهم من سوء الجزاء ، وهو شؤمهم لسوء صنيعهم. وقيل : طائر الإنسان : ما قدّر له في علم الله تعالى ، وطار له. يقال : أطرت كذا وطيّرته : قدّرته وقسّمته. ومنه «أطرت بين نسائي» (٥) أي قسّمت ، فكان لكلّ منهنّ طائر ، أي حظّ ونصيب. قوله : (كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً)(٦) ، والكاذب وهو (٧) أي منتشرا فاشيا من أطار النجم : إذا انتشر. (وقال الحماسيّ (٨) : [من البسيط]
قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم |
|
طاروا إليه زرافات ووحدانا |
وقال ابن عرفة : مستطيرا : مستطيلا) (٩) ، وأنشد قول الأعشى (١٠). وقال غيره : مستطيرا : فاشيا فشوّ الصبح المستطير. والفجر المستطير لا المستطيل باللام : الذي شبّهه عليه الصلاة والسّلام بذنب السّرحان ، وهو الذئب. قال بعضهم : يقال : فجر مستطير وغبار
__________________
(١) ١٣ الإسراء : ١٧.
(٢) ١٣١ الأعراف : ٧.
(٣) النهاية : ٥ ٢٢٢.
(٤) ١٣١ الأعراف : ٧.
(٥) النهاية : ٣ ١٥٢ ، وهو حديث علي وتمامه : «فأطرت الحلّة بين نسائي».
(٦) ٧ الإنسان : ٧٦.
(٧) لعل الكلمتين مقحمتان.
(٨) البيت للعنبري : ١ ٢٧. وفي شرح التبريزي اسمه قريط بن أنيف ، ويروى لأبي الغول الطهوي.
(٩) ما بين قوسين ساقط من س.
(١٠) في الأصل بياض ، ولعله يريد قوله :
جرت لهم طير النحوس بأشأم