إشارة إلى التّواضع لله تعالى. وقيل : معناه : أسيرا من أسلم الرجل ، أي ألقى السلم.
قوله : (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(١) استدلّ به بعضهم على تغاير الإيمان والإسلام وتباينهما في غير هذا. قوله : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ)(٢) أي الصّلح ؛ قرئ بالفتح والكسر. قوله : (مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها)(٣) أي هي سالمة من كلّ عيب. وقيل : من آثار العمل التي تعملها البقر كالحرث والنّضح. قوله : (أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ)(٤) أي مصعدا ومرقى يصعد فيه. وفي الحديث : «على كلّ سلامى من أحدكم صدقة» (٥). قال أبو عبيد : هو في الأصل عظم في البعير. قيل : معناه على كلّ عظم من عظام ابن آدم صدقة ، وهو آخر ما يبقى فيه المخ. وفيه : «فاستلم الحجر» (٦) أي افتعل ذلك من السّلام وهو التحية (٧). ومنه قول أهل اليمن للركن الأسود المحيّا. وقال القتيبيّ : افتعال من السّلام وهي الحجارة ، الواحدة سلمة (٨). ويروى البيت المتقدّم بكسر اللام.
__________________
(١) ٣٥ و ٣٦ الذاريات : ٥١.
(٢) ٦١ الأنفال : ٨.
(٣) ٧١ البقرة : ٢.
(٤) ٣٥ الأنعام : ٦.
(٥) النهاية : ٢ ٣٩٦.
(٦) النهاية : ٢ ٣٩٥.
(٧) جاء في هامش ح ، الورقة ١٦٣ : «الإسلام : الخضوع والانقياد الظاهر لما أخذ به الرسول. وفي الكشاف : كلّ ما يكون من الإقرار باللسان من غير مواطأة القلب فهو إسلام. وما واطأ منه القلب اللسان فهو إيمان. ومنه أحمد الرواني (؟) قوله : الإسلام الكامل الصحيح لا يكون إلا مع الإيمان ، والإتيان بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج. وقد ينقل الإسلام الظاهر عن الإيمان : «قل لم تؤمنوا لي». ويصبح أن يكون الشخص مسلما في ظاهر الشرع ولا يكون مؤمنا حقيقة. والإسلام الحنيفي المقبول عند الله لا ينفك عن الإيمان الحقيقي بخلاف العكس ، المناوي.
(٨) وفي هامش ح ، الورقة ١٦٤ في شرح المهذب أن في السّلام على المبتدع والفاسق المجاهر ومن ارتكب ذنبا عظيما ولم يتب منه وجهان حكاهما الرافعي أحدهما يستحب لأنه مسلم وأصحهما لا يستحب بل تركه مستحب ، وهذا مذهب ابن عمر والبخاري. واحتج البخاري في صحيحه بحديث كعب بن مالك ثم قال : وقال عبد الله بن عمر : لا تسلموا على شربة الخمر. قال البخاري وغيره : ولا يردّ السّلام على هؤلاء. ودليله حديث كعب. فإن اضطر بأن ترتب مفسده في دين أو دنيا سلم. قال ابن العربي : وينوي حينئذ أن السّلام من أسماء الله ، ومعناه : الله رقيب عليك. انتهى. وقال المهلب : ترك ـ