الريح ، والمروحة : الآلة التي تستجلب بها الريح. ودهن مروّح : مطيّب الريح. والرائحة : تروّح الهواء. وراح فلان إلى أهله ؛ إمّا لأنه ذهب ذهاب الريح في السرعة ، أو استفاد برجوعه إليهم روحا من المسرّة. وفي الحديث : «لم يرح رائحة الجنة» (١) يروى بفتح الراء وكسرها مع فتح التاء ، «ترح» بضمّ التاء وكسر الراء ، وكلّها بمعنى لم يجد رائحتها ، يقال : رحت الشيء أراحه وأريحه ، وأرحته ، أريحه : وجدت رائحته.
والرّواح : من الزّوال إلى آخر النهار ، ومقابله الغدوّ ، كقوله تعالى : (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ)(٢) ، ويطلق على مجرّد الذهاب والمسير ، ومنه : «من راح إلى الجمعة» (٣) أي خفّ وذهب إليها ، وقوله عليه الصلاة والسّلام : «أرحنا بها يا بلال» (٤) أي أذّن بالصلاة نسترح بأذانها من شغل القلب بها ، وذلك أنّ راحة جوارحهم في أدائها في طاعة ربّهم. قال الراغب (٥) : واستعير الرّواح للوقت الذي يراح الإنسان فيه من نصف النهار ، ومنه : أرحنا إبلنا. وأرحت إليه حقّه : مستعار من إراحة الإبل ، والمراح : حيث تراح الإبل. وتروّح من الرّوح : السّعة ؛ فقيل : قصعة روحاء. وفي حديث عمر «أنه كان أروح» (٦). الأروح : الذي (٧) تتدانى عقباه ، ويتدانى صدرا قدميه. يقال : أروح منتن الرّوح والرّوحة ، ومنه : «كأني أنظر إليه تضرب درعه روحتي رجليه» (٨). وركب عمر ناقة ، فمشت به مشيا جيّدا (٩) ، فأنشد : [من البسيط]
كأنّ راكبها غصن بمروحة |
|
إذا تدلّت به أو شارب ثمل |
__________________
(١) النهاية : ٢ ٢٧٢ ، أي لم يشمّ ريحها
(٢) ١٢ سبأ : ٣٤.
(٣) النهاية : ٢ ٢٧٣.
(٤) النهاية : ٢ ٢٧٤.
(٥) المفردات : ٢٠٦.
(٦) النهاية : ٢ ٢٧٥.
(٧) في الأصل : التي.
(٨) النهاية : ٢ ٢٧٥.
(٩) أخرجه الهروي من حديث ابن عمر ، والزمخشري من حديث عمر. والبيت مذكور في النهاية : ٢ ٢٧٣ ، وفي اللسان ـ مادة روح.