قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ١ ]

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ١ ]

تحمیل

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ١ ]

613/639
*

كقوله تعالى : (إِلى أَمْوالِكُمْ)(١). وقيل : يقال : خلوت به أي انفردت أو استهزأت. فلما كان في اليابس أتي بإلى. وقال الهرويّ (٢) : خلوت به وإليه ومعه بمعنى.

والتّخلية : التّرك في خلاء. ثم قيل : لكلّ ترك تخلية. وخلا فلان : صار خاليا. والخلاء : المكان لا ساتر فيه ، ويقابله الملاء. قوله : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ)(٣) أي مضت. وذلك أنّ الخلوّ يستعمل في الزمان والمكان ، لكن لمّا تصوّر في الزمان المضيّ فسّر أهل اللغة قولهم : خلا الزمان ، بقولهم : مضى وذهب.

قوله : (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ)(٤) أي يتفرّغ لمحبّتكم ، وتختصّون بمودته ، وهو استعارة من تفريغ الإناء ونحوه. وقوله تعالى : (فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ)(٥) أي اتركوهم. وناقة خليّة : مخلاة عن الحلب. وامرأة خليّة : مخلاة عن الزوج. وهي من كنايات الطلاق. والخليّة : السفينة لا ربّان لها ، والجمع خلايا. قال طرفة بن العبد (٦) : [من الطويل]

كأنّ حدوج المالكيّة غدوة

خلايا سفين بالنّواصف من دد

والخلية أيضا : الموضع الذي تعسّل فيه النحل. ورجل خليّ أي مخليّ من الهمّ كالمطلّق في قول الشاعر ، هو النابغة (٧) : [من الطويل]

 تناذرها الرّاقون من سوء سمّها

تطلّقه طورا وطورا تراجع

والخلى بالقصر : الحشيش اليابس لأنه ترك وخلّي حتى يبس. وخليت الخلى جززته ، وخليت الدابة : جززت لها. واستعير ذلك للسيف فقيل : سيف يختلي الضريبة أي يقطعها قطعه للخلى. قلت : وقياس التصريف أن يقال : خلوت الخلى ، لأنه من ذوات

__________________

(١) ٢ / النساء : ٤.

(٢) المفردات : ١٥٨.

(٣) ١٣٤ / البقرة : ٢ ، وغيرها.

(٤) ٩ / يوسف : ١٢.

(٥) ٥ / التوبة : ٩.

(٦) من معلقته ، الديوان : ٢٣. الحدج : من مراكب النساء. المالكية : منسوبة إلى بني مالك من كلب.

النواصف : ج الناصفة وهي أماكن تتسع من نواحي الأودية. دد : قيل : هو اسم واد هنا.

(٧) الديوان : ٤٧. ورواية العجز المذكورة فوق هي رواية أبي عبيدة. أما رواية الديوان فهي :

تراسلهم عصرا وعصرا تراجع