والسّلام : «كان أنور المتجرّد» (١) أي مشرق الجسد. وقال طرفة (٢) : [من الطويل]
رحيب قطاب (٣) الجيب منها ، رقيقة |
|
بجسّ النّدامى بضّة المتجرّد |
وفي الحديث : «جرّدوا القرآن» (٤) قيل : معناه جرّدوه من الأحاديث. قال أبو عبيد : أي التي يرويها أهل الكتاب لكونهم غير مأمونين. وعندي أنّه لا يحتاج إلى هذا التأويل لأنّهم أمروا بتجريد القرآن من الأحاديث ، لئلا يختلط القرآن بغيره ، فيشتبه على من لا علم عنده القرآن بغيره ، ولذلك أوجبت الصحابة أن لا يخلط شيء من تفسيره به ، بل يميّز عنه بخط آخر. ولذلك قيل : إنّ مصحف ابن مسعود لمّا خلطه بغيره من التفسير رغبوا عنه. وقال إبراهيم (٥) : أي من النّقط والتّعجيم. قلت : ولذلك كتبه الصحابة مجرّدا من النّقط والإعجام زمن عثمان. والنقط والضّبط محدث أحدثه يحيى بن معمر زمن عبد الملك.
والجريدة : السّعفة ، جمعها جريد ، سميت بذلك لتجرّدها عن خوصها (٦). وقال الراغب : في معنى «جرّدوا القرآن» أي : لا تلبسوه شيئا آخر ينافيه. والمنجرد : الفرس الأجرد. ومنه قول امرىء القيس (٧) : [من الطويل]
وقد أغتدي والطير في وكناتها |
|
بمنجرد قيد الأوابد هيكل |
وإنجرد بنا السير : على التّشبيه بسير الجراد.
ج ر ر :
قوله : (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ)(٨). الجرّ : الجذب بعنف. يقال : جررت
__________________
(١) النهاية : ١ / ٢٥٦.
(٢) وهم المؤلف حيث نسب البيت إلى النابغة ظنا منه أنه في المتجردة ، والصواب هو لطرفة كما ذكرنا من معلقته (الديوان : ٤٠).
(٣) في الأصل : مظان ، والتصويب من الديوان.
(٤) النهاية : ١ / ٢٥٦. وفيه آراء أخرى في معنى الحديث.
(٥) يعني إبراهيم النخعي.
(٦) الخوص : ورق النخل ، مفردها خوصة.
(٧) البيت من معلقته (الديوان : ٣٦).
(٨) ١٥٠ / الأعراف : ٧.