أيضا : ثلّة ، وذلك بفتح الثاء بخلاف ثلة الناس ، فإنها بالضمّ فقط. فباعتبار الاجتماع قيل للجماعة من الناس : ثلّة ، وكأنهم غايروا بين الجماعتين ليقع الفرق. قال : [من الرجز]
لو أن نوقا لك أو جمالا |
|
أو ثلة من غنم أو مالا (١) |
وأثللت عرشه وثللته فهو مثلّ ومثلول أي أسقطت منه ثلّة. ورئي عمر رضي الله عنه في المنام فسئل عن حاله فقال : «كاد يثلّ عرشي» (٢) ، كنّى بذلك عن هول المطلع. وإذا كان الحال كذا مع الفاروق فما ظنّك بنا؟ قال القتيبيّ : العرش هنا إمّا كناية عن سرير الملك ، وإمّا عن عرش الملك ، وهو بيت ينصب من عيدان ويظلّل ، وأيّهما كان فهدمه هلكة لصاحبه. فكنّى بذلك رضي الله عنه عن شدة الأمر وتفاقمه. وقيل : ثللت عرشه : هدمته. وأثللته : أمرت بإصلاحه. فالهمزة فيه للقلب ، أي أزلت ثلّه. وثللت كذا : تناولت ثلّة منه.
والثّلل : قصر الأسنان لسقوط ثلّة منها. وأثلّ فوه (٣). سقطت أسنانه. وتثلّلت الركيّة : تهدّمت ، وفي الحديث : «لا حمى (٤) إلّا في ثلاث : ثلّة البئر» (٥) ؛ قال أبو عبيد : هو أن يحفر في أرض غير ملك لأحد ، فله من حواليها (٦) ما تلقى فيه ثلّة البئر ، أي ما يخرج من ترابها. /
فصل الثاء والميم
ث م د :
قوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ)(٧) ، فثمود مشتقّ من الثّمد ، وهو الماء القليل
__________________
(١) في الأصل : أمّالا.
(٢) النهاية : ١ / ٢٢٠.
(٣) وفي س : قوّته.
(٤) كذا في س والنهاية ، وفي ح : لا حديث ، وهو وهم.
(٥) الحديث هنا مختصر ، وتمامه : «لا حمى إلا في ثلاث : ثلة البئر ، وطول الفرس ، وحلقة القوم» (النهاية : ١ / ٢٢٠).
(٦) أي من حوالي البئر.
(٧) ١٧ / فصلت : ٤١.