فصل التاء والميم
ت م م :
والتّمام : ضدّ النّقصان ، وهو عبارة عن انتهاء الشيء إلى حدّ لا يحتاج إلى شيء خارج عنه ، والناقص : مالم ينته إلى ذلك. ويقال : عدد تمام وناقص ، وثوب تمام وناقص ، وليل تامّ ، والليل التّمام. ويقال : هو الطويل ، وعليه قول النابغة الذّبيانيّ : [من الطويل]
يسهّد من ليل التّمام (١) سليمها |
|
لحلي النّساء في يديه قعاقع |
ويقال : لكلّ حاملة تمام من ذلك ؛ قال (٢) : [من الوافر]
أنى ولكلّ حاملة تمام
وقوله تعالى : (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)(٣) إشارة إلى أنه لم يتجوّز فيها ، فأطلق الكلّ وإن نقص بعض جزء ، لأنّ العرب قد تفعل مثل ذلك ، يقولون : سرنا ثلاثة أيام ، يريدون يومين وبعض الثالث ، وعليه (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ)(٤) ، ومثل قوله : (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ) ، قوله : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ)(٥).
وقوله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ)(٦) ، قال الفراء : فعمل بهنّ (٧). وقال غيره : تمّ إلى كذا : بلغه ومضى عليه ، وأنشد للعجاج : [من الرجز]
__________________
(١) ليل التمام بكسر التاء : أطول ما يكون من ليالي الشتاء. ورواية الديوان (ص ٤٦) : نوم العشاء. ومن هنا بمعنى في.
(٢) عجز لعمرو بن حسان كما في مقاييس اللغة : ٢ / ١٠٦ ، واللسان ـ مادة حمل. وصدره :
تمخّضت المنون له بيوم
(٣) ١٤٢ / الأعراف : ٧.
(٤) ١٩٧ / البقرة : ٢.
(٥) ١٩٦ / البقرة : ٢.
(٦) ١٢٤ / البقرة : ٢.
(٧) أي أن إبراهيم نفّذ أمر ربه بخلال عشر ؛ خمس في الرأس وخمس في الجسد ، فأما اللاتي في الرأس : ففرق الشعر ، وقص الشارب ، والاستنشاق ، والمضمضة ، والسّواك. وأما اللاتي في الجسد : ـ