قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ١ ]

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ١ ]

تحمیل

عمدة الحفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ [ ج ١ ]

273/639
*

وفي حديث عليّ رضي الله عنه : «كان إذا نزل به إحدى المبهمات» أي المسائل المشكلة. وفي حديث ابن عباس وقد سئل عن قوله تعالى : (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ)(١) ولم يبيّن أدخل بها الابن أم لا ، فقال : أبهموا ما أبهم الله. قال الهرويّ : سمعت الأزهريّ (٢) يقول : رأيت كثيرا من أهل العلم يذهبون بهذا إلى إبهام الأمر واستبهامه ، وهو إشكاله ، وهو غلط.

وقوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) إلى قوله : (وَبَناتُ الْأُخْتِ)(٣) هذا كلّه يسمّى التّحريم المبهم لأنه (٤) لا يحلّ بوجه ، كالبهيم من ألوان الخيل الذي (٥) لا (٦) شية فيه تخالف معظم لونه. ولما سئل ابن عباس عن قوله عزوجل (وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ)(٧) ولم يبيّن الله الدخول بهنّ ، أجاب فقال : هذا من مبهم التّحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم سواء دخلتم بالنساء أولم تدخلوا بهنّ ، فأمّهات نسائكم حرّمن عليكم من جميع الجهات.

وأمّا قوله تعالى : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَ)(٨) قال ثابت : ليس هذا من البهمة لأنّ لهنّ وجهين أحللن في أحدهما وحرّمن في الآخر. فإذا دخل بأمهات الرّبائب حرّمن (٩) ، وإذا لم يدخل لم يحرمن ، فهذا تفسير المبهم الذي أراد ابن عباس فافهم (١٠).

__________________

(١) ٢٣ / النساء : ٤.

(٢) كذا في النهاية ، وفي الأصل : الزهري. كما رواه الهروي في الغريبين : ١ / ٢٢٨.

(٣) ٢٣ / النساء : ٤.

(٤) ساقطة من ح.

(٥) كذا في س ، وفي ح : التي.

(٦) ساقطة من ح.

(٧ و ٨) تابع الآية السابقة.

(٩) أي حرمت الربائب.

(١٠) انتهى هنا كلام الأزهري ، انظر النهاية : ١ / ١٦٨ ، والغريبين : ١ / ٢٢٨.