وفي حديث أمّ زرع : «بنت أبي زرع وفيّ الإلّ كريم الخلّ برود الظّلّ» (١) ، أي وفيّ العهد ، وذكّرت على معنى التّشبيه أي بنت أبي زرع مثل رجل وفيّ العهد.
والأللان : صفحتا السكين.
أ ل م :
الألم : شدة الوجع يقال : ألم الرجل يألم ألما ، قال تعالى : (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ)(٢) ، وهو ألم ، وآلمته أؤلمه إيلاما ، فأنا مؤلم وهو مؤلم. وقوله : (عَذابٌ أَلِيمٌ)(٣). بمعنى مؤلم. قال أبو عبيدة : أليم أي مؤلم (٤). يقال : آلمني الشيء وألمت الشيء. وقوله : (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ)(٥). قال ابن عرفة : أليم أي ذو ألم ، وسميع ذو سماع. قال : ولا أدري ما معنى ما قال أبو عبيدة. قلت : ما قاله أبو عبيدة أوضح من كون أليم بمعنى مؤلم. وأما قوله : آلمني الشيء ـ بالفتح ـ وألمت الشيء ـ أي بالكسر ـ فهو كما قال ابن عرفة : لا يدرى معناه.
و «ألم» من أوائل السور ، وكذلك الحروف المقطّعة ، للناس فيها أقوال كثيرة فصلتها (٦) في التفسير الكبير إلى نحو ثلاثين قولا ، منها : أنها جيء بها للإعلام بأنّ ما أتى به الرسول من جنس هذه الأحرف التي ينطقون بها ، ويؤلّفون (٧) منها كلامهم ، فعجزكم عن الإتيان بمثله مع فصاحتكم دليل على صدقه ، وهذا أحسن الوجوه. وقيل : هي بعض أسماء الله تعالى ؛ فالألف من الله ، ولام من لطيف ، وميم من عليم ، ويروى عن ابن عباس.
وبسط هذا في الكتاب المشار إليه.
__________________
(١) في الأصل : «وفي إل كريم الجد» وصوبناه من النهاية : ١ / ٦١ ، وفيه لم تذكر الصفة الأخيرة ، بينما ذكرها الهروي : ١ / ٧٢.
(٢) ١٠٤ / النساء : ٤.
(٣) ١٠ / البقرة : ٢.
(٤) في مجاز القرآن : ١ / ٣٢ «عَذابٌ أَلِيمٌ» * أي موجع من الألم ، وهو في موضع مفعل.
(٥) ١٠٤ / النساء : ٤.
(٦) في الأصل : وصلتها ، وهو وهم.
(٧) وفي س : ويقولون.