قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم [ ج ٢ ]

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم [ ج ٢ ]

تحمیل

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم [ ج ٢ ]

39/584
*

٧٣ ـ (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣))

[المؤمنون : ٧٣]

الصراط المستقيم هو سور الأعراف الذي عليه رجال لله يرون أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ويعرفونهم بسيماهم ، فالصراط المستقيم صراط التوحيد الذي يجمع بين اليمين والشمال فيكونان جميعا لله ، ويكون الحق فوقهما قاهرا ، فلا يمين ولا شمال بل هناك الحق ، ولهذا قال الإمام علي اليمين والشمال مضلة ـ أو مظلة ـ والوسطى هي الجادة.

٧٤ ـ (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (٧٤))

[المؤمنون : ٧٤]

عدم الإيمان بالآخرة عدم الإيمان بالمعقولات وكونها إلهية قبلية سابقة على وجود الامتداد ، وهي له قاهر ، وهو لها مطية ومظهر ، والكافرون لا يؤمنون بسبق المعقولات على الوجود ، ويقولون إنها تحصيل الفكر بالتجريد لا غير ، وليس لها في ذاتها وجود ، وإنما هي تخيل ونتيجة فعل إنساني بحت ، فالفيلسوفان لوك وهيوم مثلا قالا إن قانون العلية هو من أصل موضوعي لأنه مأخوذ من التجربة وبالتالي ينتسب إلى العالم الخارجي ، والخلاصة فهم يقلبون الآية فيجعلون المعقولات الذنب ، وهي الرأس على الحقيقة.

٧٥ ، ٧٦ ـ (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٥) وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (٧٦))

[المؤمنون : ٧٥ ، ٧٦]

كشف الضر كشف الحجاب وظهور وجه الله أي حقيقته فإذا الكافر قد أنكر أن يكون الله صاحب المعقولات ، وأنها هو وأنه هي ، وأنها ليست هو ، وأنه ليست هي ، بل هي قواه وأشعته المنبثة عنه لتمارس إمكاناتها في الوجود.

وقوله : (لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ ،) يعني استمرار خضوع الكافر للخاطر المفسد المبعد عن الله والحاجب دون أن يعلم ، ولهذا ينكر الكافر وجود الشيطان علما أنه له مطية ولا يعلم ، قال سبحانه في سورة الإسراء : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً (٦٤) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (٦٥)).

٧٧ ـ (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٧))

[المؤمنون : ٧٧]

الباب ذو العذاب الحكم على القلب بخاطر السوء إلى الأبد ، وهؤلاء المعذبون أيس الله منهم وأيسو منه ، أما يأس الله منهم فلأنهم مبعدون غير مقربين وهؤلاء الذين وصفهم الله في الفاتحة المغضوب عليهم والضالون ، وهؤلاء في القبضة رغم الإبعاد ... أما الآيسون من الله فيأسهم حاصل من خاطرهم ذاته الذي يوسوس لهم أن الله غير موجود.