الأنبياء والصوفية الموحدون في كشوفهم ، وعودة هذه الصور هي المرجع إلى الله.
٤٧ ، ٤٨ ـ (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨))
[يونس : ٤٧ ، ٤٨]
الأمم هنا أمم الأسماء ، ولكل اسم جامع صفة خاصة به حتى قيل : إن معجزة كل نبي تكون من جنس ما غلب على زمانه لتكون أدعى للاستجابة ، ففي زمن موسى شاع السحر ، وفي زمن عيسى شاع الطب ومعجزاته ، وفي زمن محمد شاعت الفصاحة فيكون بعث الرسول من طبيعة الاسم الجامع القاهر فوق الزمان الخاص.
٤٩ ، ٥٠ ـ (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلاَّ ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠))
[يونس : ٤٩ ، ٥٠]
ليس للنبي من أمر ولا إرادة إلا ما أراد له ربه ، فما النبي إلا واسطة بين الله والناس ، وقوله : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ) يعني كون النبي منفذ مشيئة إلهية ، إن شاءت وجهته يمينا ، وإن شاءت وجهته شمالا ، كما فعل بالعبد الصالح الذي لقيه موسى عند البحرين ، فالنبي عبد من عباد الله الصالحين هو ممثل العبدية التي هي مقام يتم فيه انسلاخ الإنسان من بشريته ليصير مستودعا للصفات الإلهية وممثلا للمشيئة الإلهية ومنفذا للإرادة الإلهية.
أما أجل الأمة فهو بحث عالجته الفلاسفة قديمآ وحديثا ، ويعدّ الفيلسوف وايتهيد على رأس من درس ظاهرة ولادة الحضارات وترعرعها ، ثم انتقال الحضارات ... ومن قبله طرق الموضوع ابن خلدون فجاءت مقدمته دراسة تاريخية شاملة في شأن الحضارة وبلوغها أشدها ثم انحطاطها وذهابها ، وفي المانيا قام اشبنغلر بوضع كتاب سقوط الغرب ، وعالج فيه موضوع ظاهرة الحضارة الغربية الحديثة ، وتنبأ بسقوط هذه الحضارة في المستقبل لأسباب ذكرها في كتابه الكبير.
وتتفق البحاثة والمؤرخون على استحالة ذكر الأسباب الجوهرية التي تكون سببا في ولادة الحضارات ، ويقول وايتهيد : إن السبب الجوهري ظل سرا من الأسرار ، في حين تقول الآية الكريمة إن الله هو الفاعل المولد للحضارات ، وعبر عن ذلك بآجال الأمم ، كما جاء أيضا أن هذا الأجل محدد إذا جاء لا يستأخر ساعة ولا يستقدم.
٥١ ، ٥٥ ـ (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ